أكد الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن التوتر النفسي والضغط العصبي يلعبان دورًا هامًا في التأثير على مستويات السكر في الدم، موضحًا أن التوتر يؤدي إلى تنشيط الغدد الكظرية، التي تفرز هرموني الأدرينالين والنورأدرينالين، مما يساهم في رفع مستويات السكر في الدم، لافتًا إلى أن هذا التأثير يمكن أن يكون مؤقتًا في حالات التوتر الحادة، لكنه قد يصبح مضرًا في حال استمرار الحالة النفسية المضطربة.
مرض السكري من النوع
وأضاف الدكتور وليد هندي، أن الصدمة النفسية قد تكون لها علاقة أكبر بتطوير مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال المعرضين للإصابة، مشيرًا إلى أن أهمية هذه الفكرة تكمن في توفير فهم أعمق لكيفية تأثير الصدمة النفسية على الجسم، مما قد يساهم في تطوير طرق علاجية أو وقائية أكثر فعالية ضد السكري من النوع الأول.

اضطراب ما بعد الصدمة
وفي هذا السياق، يوضح “هندي”، أن اضطراب ما بعد الصدمة قد يُعتبر عاملًا خطرًا للإصابة بالسكري، نظرًا لتأثيره على تنشيط جهاز الاستجابة للتوتر في الجسم، مثل محور تحت المهاد – الغدة النخامية – الغدة الكظرية (HPA)، بالإضافة إلى تأثيره على الجهاز العصبي والجهاز المناعي، كاشفًا أن هذا التفاعل المعقد يساهم في إطالة تأثير التوتر على الجسم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بمشاكل صحية مثل السكري.
اقرأ أيضًا: دعم الصحة النفسية للأطفال.. إليك الأساليب الفعالة لتعزيز الراحة النفسية وتحقيق التوازن
كما أشار إلى أن الصدمات الجسدية، مثل الحروق أو الرضوض، تؤدي أيضًا إلى زيادة مستويات السكر في الدم، منوهًا بأن ذلك يحدث بسبب إفراز الجسم لمواد مثل الإيبينيفرين والسيتوكينات، التي تحفز تحويل الجلايكوجين إلى جلوكوز في الدم.
ارتفاع مستويات السكر في الدم
وفيما يتعلق بالعلاقة بين الغضب وارتفاع مستويات السكر في الدم، شدد على أنه لا توجد دراسة علمية تؤكد بشكل قاطع أن الزعل أو الغضب المباشر يسبب الإصابة بالسكري، إلا أن استمرار الغضب والتوتر قد يساهم في زيادة مستويات السكر بشكل مؤقت.

أما بالنسبة للقلق والتوتر المستمرين، فقد أشار إلى أن هذه الحالات تؤدي إلى إفراز الهرمونات التي تسبب ارتفاعًا في مستوى الجلوكوز في الدم، خاصة في الأشخاص الذين يعانون من نقص في إنتاج الأنسولين.
سكر الزعل
من ناحية أخرى، تحدث الدكتور هندي عن “سكر الزعل” أو ما يعرف بالسكري الكاذب، وهو حالة نادرة تؤدي إلى اختلال في توازن السوائل في الجسم، مما يسبب كثرة التبول والشعور بالعطش الشديد، موضحًا أن هذه الحالة غير مرتبطة مباشرة بالإجهاد النفسي، بل هي اضطراب ناتج عن نقص هرمون الفازوبريسين أو مقاومته في الجسم.
اقرأ أيضًا: التريكودينيا.. ألم فروة الرأس الذي يكشف أسرار صحتك النفسية
وشدد الدكتور وليد هندي على أهمية إدراك العلاقة بين التوتر النفسي وأثره على الصحة الجسدية، مشيرًا إلى ضرورة متابعة مستويات السكر في الدم بشكل منتظم خاصة في الأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية مستمرة.
