في خطوة غير مسبوقة تشهدها ولاية كولورادو الأمريكية، انطلقت في مارس 2025 تجربة طبية مبتكرة تعتمد على الفطر المخدر كعلاج محتمل للاضطرابات النفسية، حيث بات هذا المشروع حديث الساعة بين الأطباء والمرضى على حد سواء، فبعد سنوات من الجدل، أصبح الفطر المخدر واقعًا يُختبر في عيادات الولاية، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الطب البديل.
خلفية انطلاق تجربة الفطر المخدر
بدأت القصة في كولورادو عندما صوت السكان في 2022 لصالح تقنين الفطر المخدر للأغراض الطبية، ومع دخول عام 2025، تحولت هذه الرؤية إلى برنامج عملي في مدن مثل دنفر وبولدر، حيث يُستخدم الفطر المخدر، أو السيلوسيبين علميًا، لعلاج حالات مثل الاكتئاب المقاوم للعلاج واضطرابات القلق، وهو ما يعكس توجهًا جديدًا نحو حلول غير تقليدية.
كيف يؤثر الفطر المخدر على الدماغ؟
يعمل الفطر المخدر من خلال مادة السيلوسيبين التي تتفاعل مع مستقبلات السيروتونين في الدماغ، مما يؤدي إلى تغييرات في التفكير والشعور تستمر لساعات، وفي التجربة التي تجري في كولورادو، يتم إعطاء المرضى جرعات مدروسة تحت إشراف معالجين متخصصين، حيث يهدف ذلك إلى إعادة برمجة الاستجابات العاطفية لديهم، وقد لاحظ المشرفون تحسنًا في مزاج المشاركين بسرعة ملحوظة.
نتائج مذهلة من كولورادو
كشف تقرير نشر في مارس 2025 عن أرقام مبشرة، حيث أظهرت التجربة أن 68% من المشاركين في برنامج الفطر المخدر بمدينتي دنفر وسبرينغز سجلوا انخفاضًا في أعراض الاكتئاب والقلق خلال أسبوعين فقط، وهذه الإحصائية، التي جاءت من عيادات مرخصة، تُعد دليلًا أوليًا على فعالية الفطر المخدر، لكن الخبراء يؤكدون أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد النتائج على المدى الطويل.
تعرف على: تحذير.. استخدام الماريجوانا والتبغ لتخفيف الألم يسبب إدمان المخدرات
التحديات أمام استخدام الفطر المخدر
على الرغم من الحماس، تواجه تجربة الفطر المخدر عقبات مثل المخاوف من سوء الاستخدام خارج الإطار الطبي، إلى جانب نقص المعالجين المدربين للإشراف على الجلسات، ومع ذلك، يعتقد المسؤولون في كولورادو أن نجاح هذه المبادرة قد يشجع ولايات أخرى على اتباع النهج نفسه، مما يعزز دور الفطر المخدر كخيار علاجي مستقبلي.