في بحث جديد، ساعد عقار السيلوسيبين المخدر على تخفيف أعراض الاكتئاب بقدر ما ساعده مضاد الاكتئاب إسيتالوبرام (ليكسابرو وسيبرالكس)، مع ميزة إضافية، إذ أصبح الأشخاص الذين تناولوا العلاج التجريبي يعتقدون أن حياتهم أصبحت أكثر معنى، وشعروا بمزيد من الارتباط بالآخرين، واختبروا زيادة في رغبتهم الجنسية، وقدمت النتائج في مؤتمر (ECNP) في ميلانو هذا الأسبوع، ونُشرت في مجلة (Lancet)، كما حافظ السيلوسيبين، المكون النشط في “الفطر السحري”، على محاربة الحزن والمشاعر السلبية بعد ستة أشهر من العلاج الأولي.
اقرأ أيضًا دراسة تكشف فوائد اليوغا.. قد تساعد في علاج الاكتئاب والقلق
فوائد السيلوسيبين وفقًا للأبحاث
ويقول توماسو باربا، وهو مرشح لنيل درجة الدكتوراه في مركز أبحاث المواد المخدرة في إمبريال كوليدج، لندن: “هذه هي أول دراسة تقارن بين التأثيرات طويلة المدى لهذين العقارين في مجالات مثل معنى الحياة والرفاهية العامة، وليس فقط التحرر من الاكتئاب، وقد وجدنا أن السيلوسيبين تفوق على مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، وهذه عوامل مهمة لا ينبغي إغفالها”.
علاج الاكتئاب
وعلى الرغم من أن العديد من مقدمي الرعاية الصحية يعتقدون أن الناس يشفون من الاكتئاب إذا توقفوا عن الحزن، إلا أن بعض الأبحاث تشير إلى أن المرضى يقدرون الرفاهية والرضا عن الحياة بنفس القدر، كما يقول باربا.
السيلوسيبين وتحسين الرفاهية
ويعد البحث الجديد متابعة لدراسة نُشرت في مجلة نيو إنجلاند الطبية في عام 2021، قارنت بين السيلوسيبين والإسيتالوبرام في 59 بالغًا يعانون من اضطراب الاكتئاب الشديد وكان متوسط أعمارهم 41 عامًا، وقد تم تقسيمهم بشكل عشوائي لتناول إما السيلوسيبين أو الإسيتالوبرام على مدى ستة أسابيع، وتلقى 30 شخصًا في مجموعة السيلوسيبين جرعتين فمويتين بجرعة 25 مليجرامًا من علاج السيلوسيبين، وتلقى الأشخاص المتبقون في مجموعة الإسيتالوبرام 10 إلى 20 مليجرامًا من الإسيتالوبرام يوميًا بالإضافة إلى قرصين وهميين.
واستناداً إلى المقاييس المستخدمة لقياس الاكتئاب، أشارت نتائج الدراسة الأولية إلى أن السيلوسيبين لم يعمل بنفس فعالية مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية في علاج الاكتئاب فحسب، بل كان أفضل في تحسين عوامل مثل الرفاهية، والقدرة على تجربة المتعة في الحياة، والأداء الاجتماعي، والأداء الجنسي، مع آثار جانبية أقل، واستخدمت الدراسة الجديدة المتابعة لمدة ستة أشهر استبيانات شهرية ولم تتضمن أي علاج دراسي إضافي أو قيود علاجية نفسية، ومرة أخرى، أظهرت المجموعتان تحسنات مماثلة في تقليل أعراض الاكتئاب، ولكن الأشخاص الذين عولجوا بالسيلوسيبين أظهروا تحسنات أكبر في الأداء العام، والترابط، والمعنى في الحياة.
السيلوسيبين والرغبة الجنسية
ووجد الباحثون أيضًا أن السيلوسيبين يعمل على تحسين الرغبة الجنسية، في حين تميل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية إلى خفض الرغبة الجنسية، كما يقول باربا.
اقرأ أيضًا خطوات سحرية.. دليل شامل لكيفية علاج الاكتئاب في موسم الأعياد