تزايدت حالات الشعور بالحزن والإرهاق عقب العودة من العطلات في الآونة الأخيرة، ويعرف هذا النوع من الاكتئاب بـ “اكتئاب ما بعد العطلة” أو ما يُطلق عليه بالإنجليزية “Post-Holiday Depression”.
ويعاني العديد من الأشخاص من مشاعر ضغوط العمل والحياة اليومية بعد فترة من الراحة أو السفر، مما يسبب لهم انخفاضًا في المزاج ومللًا حادًا، لكن، وفقًا لما ذكره الدكتور وليد هندي، استشاري الأمراض النفسية، يمكن التعامل مع هذه الظاهرة من خلال مجموعة من الأساليب النفسية التي تساهم في تحسين الحالة المزاجية.
كيفية التعامل مع اكتئاب ما بعد العطلة
أوضح الدكتور وليد هندي أن اكتئاب ما بعد العطلة لا يقتصر فقط على العودة من السفر، بل قد يكون نتيجة للتغير المفاجئ في الروتين اليومي والعودة إلى ضغوط العمل أو الدراسة.
وقال إن الشعور بالضجر وعدم التكيف مع البيئة المحيطة هو أكثر ما يعاني منه الأشخاص في هذه الفترة.
وأضاف أن اللجوء إلى أخصائي نفسي يمكن أن يكون خطوة مهمة في علاج هذا الاكتئاب، حيث يساهم العلاج السلوكي المعرفي في تحديد الأفكار السلبية واستبدالها بأفكار إيجابية تساعد في التكيف مع الحياة اليومية بعد العطلة.

اقرأ أيضًا: خطوات سحرية.. دليل شامل لكيفية علاج الاكتئاب في موسم الأعياد
أسباب الملل الروتيني وكيفية التخلص منه
أحد المشاعر التي تثير القلق لدى الكثيرين بعد العطلات هو الشعور بالملل، وهو أمر يزداد بشكل ملحوظ في فترات العودة إلى الروتين اليومي.
وذكر الدكتور هندي أن الملل هو نتيجة طبيعية للرتابة اليومية، إلا أن هناك طرقًا عدة للتخلص منه، موضحًا أن تحديد أهداف جديدة لتحدي النفس يُعتبر من أنجع الطرق للتغلب على الملل، حيث يشعر الشخص بالدافع لتحقيق أهدافه مهما كانت بسيطة.
وللتغلب على الملل، يوصي “هندي”، بتجربة أشياء جديدة، مثل تعلم مهارات جديدة أو بدء مشروع جديد، مضيفًا أن التفاعل مع الأنشطة التي تتطلب تركيزًا فكريًا، مثل الألعاب الذهنية كالشطرنج أو حل الألغاز، يمكن أن يساعد بشكل كبير في استعادة النشاط العقلي، منوهًا بأن الاستماع إلى موسيقى متنوعة قد يكون وسيلة فعالة لرفع المعنويات.

العلاج النفسي واستخدام أساليب العقل والجسم
فيما يتعلق بالعلاج النفسي، شدد استشاري الصحة النفسية، على أهمية أساليب العقل والجسم في معالجة الاكتئاب بشكل عام، موضحًا أن تمارين الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل تُعد من الوسائل الفعالة للتخفيف من حدة التوتر والاكتئاب.
وأضاف أن الأنشطة البدنية مثل التمارين الهوائية تساهم في تعزيز إفراز المواد الكيميائية في الدماغ المسؤولة عن الشعور بالسعادة.
وأوصى “هندي”، بأن ممارسة الأنشطة الروحية والعلاج بالفن أو الموسيقى يمكن أن يكون لهما تأثير إيجابي في علاج الاكتئاب، حيث يساعد الفن في التعبير عن المشاعر وتخفيف الضغط النفسي، كما تحدث عن العلاج بالوخز بالإبر كأحد العلاجات البديلة التي يُمكن أن تساهم في الحد من الأعراض النفسية لدى البعض.
اقرأ أيضًا: الاكتئاب وآلام الدورة الشهرية.. دراسة تكشف العلاقة الوراثية الخفية
وأكد على أن معالجة الاكتئاب المرتبط بالعطلات أو الملل الروتيني لا تتم فقط عبر العلاجات التقليدية، بل يتطلب تغييرات في نمط الحياة.
وقال إنه من الضروري أن يسعى الشخص إلى تنويع الأنشطة التي يمارسها، وتحديد أهداف جديدة تجعله يخرج من دائرة الملل والروتين، بالإضافة إلى أهمية استشارة أطباء مختصين إذا كانت الأعراض تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة.
