تعتبر الصحة الجسدية أحد أهم مقومات الحياة الصحية والمستدامة، وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن الخمول البدني يعد رابع سبب رئيسي للوفاة على مستوى العالم، ما يبرز ضرورة تسليط الضوء على هذا التهديد الصامت، ووفقا لآخر الأبحاث الصادرة عن المنظمة، يُسهم الخمول البدني في وفاة أكثر من 3.2 مليون شخص سنويا، ويمثل هذا ما يقارب 6% من إجمالي الوفيات العالمية، ما يجعله أكثر فتكًا من العديد من الأمراض المعدية.
الخمول البدني وأمراض القلب
ويرتبط الخمول البدني بشكل مباشر بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وداء السكري من النوع الثاني، وبعض أنواع السرطان، مثل سرطان الثدي والقولون، وتشير الدراسات إلى أن أنماط الحياة الحديثة، مثل الاعتماد على التكنولوجيا، وقلة النشاط البدني في العمل، واستخدام السيارات بدلا من المشي أو ركوب الدراجات، قد أسهمت بشكل كبير في تفاقم هذه المشكلة، بالإضافة إلى ذلك، أدى نقص التوعية بأهمية ممارسة الرياضة والنشاط البدني المنتظم إلى ارتفاع نسبة الخمول البدني، خاصة في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض.
اقرأ أيضًا: الرياضة تتفوق على الأدوية ..تمارين رياضية لمواجهة الاكتئاب الموسمي
الخمول البدني وتدهور الحياة
والخمول البدني لا يتسبب فقط في ارتفاع معدلات الوفاة، بل يؤدي أيضا إلى تدهور نوعية الحياة، فوفقا للأبحاث ترتبط قلة النشاط البدني بانخفاض مستويات اللياقة البدنية وزيادة الوزن، ما يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض العظام والمفاصل.
فوائد النشاط البدني المنتظم
وتؤكد منظمة الصحة العالمية، أن النشاط البدني المنتظم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة بنسبة تصل إلى 30%، وتوصي بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أو 75 دقيقة من النشاط البدني المكثف أسبوعيا للبالغين، كما أن دمج النشاط البدني في الروتين اليومي، مثل المشي أو ركوب الدراجة أو ممارسة التمارين الرياضية، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير.