في ظل أزمة الجرعات الزائدة التي تعصف بكندا منذ سنوات، أظهرت أحدث البيانات الحكومية الصادرة عن الحكومة الفيدرالية بصيص أمل مع انخفاض الوفيات وحالات الطوارئ المرتبطة بأشباه الأفيونيات في النصف الأول من عام 2024 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وتم تسجيل 3,787 حالة وفاة مرتبطة بالتسمم بأشباه الأفيونيات في الأشهر الستة الأولى من عام 2024، بمعدل 21 حالة وفاة يوميا، هذا العدد يمثل انخفاضًا بنسبة 11% مقارنة بالنصف الأول من عام 2023، ما يعكس تحسنًا ملحوظا في مواجهة الأزمة.
أشباه الأفيونيات.. أرقام صادمة
ومع ذلك، لا تزال الأرقام صادمة، إذ تسجل غالبية الوفيات بين الرجال بنسبة 72%، كما أن مقاطعتي أونتاريو وألبرتا شهدتا نصف الوفيات العرضية تقريبا، حيث سجلت أونتاريو 1,258 حالة وفاة وألبرتا 622 حالة وفاة، ورغم التحسن النسبي، وصفت وزيرة الصحة النفسية والإدمان، يارا ساكس، الأرقام بأنها “لا تزال عند مستويات مرتفعة للغاية”، وتؤكد تصريحاتها استمرار التحديات التي تواجه كندا في مكافحة أزمة أشباه الأفيونيات التي بدأت منذ عام 2016 وخلّفت أكثر من 49,105 حالة وفاة حتى الآن.
وإلى جانب أونتاريو وألبرتا، برزت بريتيش كولومبيا كمقاطعة متأثرة بشدة، حيث سُجلت فيها 1,200 حالة وفاة مرتبطة بتعاطي مخدرات غير مشروعة، أما في كيبيك، فقد شهدت المقاطعة 319 حالة وفاة خلال النصف الأول من العام، ما يشير إلى انتشار الأزمة عبر جميع أنحاء البلاد، وتسلط هذه الإحصاءات الضوء على الحاجة إلى تدخلات مستدامة وشاملة لمعالجة أزمة أشباه الأفيونيات، وتتضمن الاستراتيجيات المقترحة تعزيز برامج الوقاية والتوعية، توفير الدعم للمدمنين، وتوسيع نطاق الوصول إلى مراكز العلاج، كما تؤكد البيانات على أهمية تحسين الوصول إلى الخدمات الطبية وتقليل وصمة العار المرتبطة بالإدمان.
اقرأ أيضًا: التدخين الإلكتروني بين الوهم والسلامة.. خطر يهدد حياتك
أشباه الأفيونيات.. أزمة صحية معقدة
ورغم الانخفاض الأخير في الوفيات، تظهر البيانات أن كندا لا تزال في مواجهة مباشرة مع أزمة صحية معقدة تتطلب استجابة متواصلة، فالأمل موجود، لكنه يتطلب تعاونا مكثفا بين الحكومات الفدرالية والمحلية والمجتمعات المحلية لضمان حياة أفضل وأكثر أمانا للمتضررين من هذه الكارثة.