في إطار فعاليات مؤتمر قسم علاج الأورام والطب النووي بجامعة الإسكندرية، استعرضت الدكتورة نعمات حجازي، أستاذة مساعدة علاج الأورام بكلية الطب واستشارية علاج الأورام النسائية، أبرز التطورات الحديثة في علاج الأورام، مسلطة الضوء على الابتكارات في مجال العلاج الإشعاعي التي تمثل نقلة نوعية في علاج سرطان البروستاتا وسرطان عنق الرحم.
تقنية روبوتيك.. مستقبل العلاج الإشعاعي
وأوضحت الدكتورة حجازي أن التقنية المعروفة بـ”روبوتيك سيبر نايف” (SBRT) تمثل طفرة في علاج سرطان البروستاتا، حيث تعتمد على نظام دقيق يتتبع حركة الورم، ويتيح توقيف الإشعاع أثناء حركة المريض، مما يضمن تركيز العلاج بدقة فائقة على الورم فقط.
وأكدت أن هذه التقنية تمكن المرضى من تلقي العلاج في 5 إلى 7 جلسات فقط، بدلاً من 35 جلسة تقليدية، مما يقلل بشكل ملحوظ من الآثار الجانبية المرتبطة بالعلاج الطويل.
وأضافت أن هذا النهج يحدث تغييرًا جذريًا في حياة المرضى من خلال تحسين كفاءة العلاج وتقليل عبء الوقت والتكاليف.
سرطان عنق الرحم.. التصدي لـ”القاتل الصامت”
وتطرقت الدكتورة حجازي إلى سرطان عنق الرحم، واصفة إياه بـ”القاتل الصامت” نظرًا لعدم ظهور أعراضه إلا في المراحل المتأخرة، مما يجعل الكشف المبكر والتطعيم الوقائي أمرين في غاية الأهمية.
وأشارت إلى أن الفيروس الحليمي البشري (HPV)، المسبب الرئيسي لهذا السرطان، يمكن الوقاية منه بنسبة تصل إلى 90% من خلال التطعيم.
وأضافت أن التوعية بأهمية التطعيم والمسحة الدورية لعنق الرحم للسيدات المتزوجات تعد خطوات أساسية لحماية النساء من هذا المرض الخطير. ومع ذلك، أكدت أن هناك نقصًا كبيرًا في المعرفة والوعي بهذه الإجراءات الوقائية، مما يؤدي إلى تأخر اكتشاف المرض والاعتماد على العلاجات التقليدية مثل الإشعاع أو العلاج الكيميائي في المراحل المتقدمة.
دور العلم والوعي في مكافحة الأورام
وأشادت الدكتورة حجازي بالدور المتنامي للتكنولوجيا والبحث العلمي في تحسين حياة مرضى السرطان، مشيرة إلى ضرورة تعزيز التوعية المجتمعية بوسائل الوقاية والكشف المبكر، لاسيما في البلدان التي تعاني من ضعف المعرفة الصحية.
كما أوضحت أن منظمة الصحة العالمية توصي بدمج برامج تطعيم الفتيات ضد فيروس “HPV” في الاستراتيجيات الوطنية لمكافحة سرطان عنق الرحم، داعية إلى تكثيف الجهود لزيادة الوعي بأهمية الفحوصات الدورية.
وعكست كلمات الدكتورة حجازي خلال المؤتمر أملًا جديدًا للمرضى، حيث أكدت أن التكنولوجيا الحديثة والتوعية الصحية تمثلان سلاحين قويين في مواجهة الأورام. وبهذه الجهود، يمكن أن تتحقق رؤى مستقبلية لعلاج أسرع وأقل ألمًا.