في خطوة علمية مبهرة، كشف باحثون من معهد كارولينسكا في السويد عن تطوير جزء أجسام مضادة صغير يُظهر إمكانيات واعدة كـ مانع حمل غير هرموني، يُعد هذا الاكتشاف طفرة محتملة في مجال تنظيم الأسرة، حيث يُقدم بديلاً آمنًا للوسائل الهرمونية التي تُسبب آثارًا جانبية لملايين النساء، تُركز الدراسة، التي أُجريت في السويد على استهداف بروتين رئيسي على سطح البويضة لمنع الإخصاب، مما يُعزز خيارات منع الحمل الآمنة والفعالة.
كيف يعمل مانع الحمل غير الهرموني؟
يعتمد هذا الابتكار على جزء أجسام مضادة مصمم لاستهداف بروتين محدد على سطح البويضة، يُعرف باسم “بروتين الإخصاب”، يمنع هذا الجزء ارتباط الحيوانات المنوية بالبويضة، مما يوقف عملية الإخصاب بشكل فعال، وفقًا للدراسة التي أجراها فريق معهد كارولينسكا، أظهرت التجارب المخبرية أن هذا النهج يحقق نجاحًا بنسبة تصل إلى 99.9% في منع الإخصاب في نماذج حيوانية، تُجرى هذه الأبحاث في مختبرات السويد، مع خطط لتوسيع التجارب البشرية خلال السنوات القادمة.
تعرف على: وسائل منع الحمل الهرمونية.. وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية
لماذا نحتاج إلى مانع حمل غير هرموني؟
تُسبب وسائل منع الحمل الهرمونية، مثل الحبوب واللصقات آثارًا جانبية مثل زيادة الوزن، تقلبات المزاج، وحتى مخاطر الجلطات الدموية، تُشير إحصائيات من مراكز السيطرة على الأمراض الأمريكية إلى أن 14% من النساء في الولايات المتحدة (من سن 15 إلى 49 عامًا) يستخدمن حبوب منع الحمل الهرمونية، لكن ما يصل إلى 20% منهن يتوقفن عن استخدامها بسبب الآثار الجانبية، يُقدم مانع الحمل غير الهرموني حلاً خاليًا من هذه المخاطر، مما يمنح النساء خيارًا أكثر أمانًا ومرونة لتنظيم الأسرة.
تأثير اكتشاف مانع حمل غير هرموني على الصحة العالمية
يُمكن أن يُحدث هذا الاكتشاف ثورة في الوصول إلى وسائل منع الحمل، خاصة في المناطق ذات الموارد المحدودة، حيث تُعد الخدمات الصحية الإنجابية نادرة، تُشير تقارير من منظمة الصحة العالمية إلى أن 270 مليون امرأة في سن الإنجاب في العالم يفتقرن إلى وسائل منع حمل آمنة وفعالة، يُجري الباحثون في معهد كارولينسكا تجارب لضمان أن يكون مانع الحمل غير الهرموني ميسور التكلفة وسهل التوزيع، مما يُعزز العدالة في الرعاية الصحية ويُقلل من حالات الحمل غير المرغوب فيه بنسبة كبيرة.
تحديات وآفاق المستقبل
رغم النتائج الواعدة، لا يزال الطريق طويلاً قبل طرح هذا المانع في الأسواق، يحتاج الفريق إلى إجراء تجارب سريرية على البشر لتأكيد السلامة والفعالية، وهو ما قد يستغرق سنوات، كما يُثير الخبراء تساؤلات حول كيفية دمج هذا الخيار في الأنظمة الصحية العالمية، خاصة في ظل القيود الثقافية والاجتماعية في بعض الدول، ومع ذلك، يُعبر الباحثون عن تفاؤل، مشيرين إلى أن هذا الاكتشاف يُمكن أن يُغير قواعد اللعبة في مجال منع الحمل، وفقًا لتصريحات من معهد كارولينسكا.