كشفت دراسة طبية حديثة أن استخدام السجائر الإلكترونية الجديد بين الأشخاص الذين بدأوا التدخين الإلكتروني في سن متأخرة يتزايد بوتيرة أسرع بكثير مقارنة بالمستخدمين الأصغر سنًا، مما يثير مخاوف جديدة حول الإدمان السريع وتأثيراته على الصحة العامة، خاصة في ظل زيادة أعداد المستخدمين حول العالم.
دراسة جديدة تكشف نمط استخدام السجائر الإلكترونية الجديد
أجرى باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو دراسة موسعة لفهم أنماط استخدام السجائر الإلكترونية الجديد بين مختلف الفئات العمرية، وشملت الدراسة تحليل بيانات أكثر من 7,000 شخص ممن بدأوا استخدام منتجات التبغ الإلكترونية خلال الخمس سنوات الماضية، وتوصلت إلى نتائج مثيرة للقلق حول وتيرة تزايد الاستخدام.
وأوضح الدكتور جون بيرس، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن “البالغين الذين بدأوا استخدام السجائر الإلكترونية الجديد بعد سن الـ 25 وصلوا إلى مستويات استخدام مرتفعة بوتيرة أسرع بنسبة 60% مقارنة بالمراهقين والشباب”، مضيفًا أن “هذه النتائج تتحدى الاعتقاد السائد بأن المراهقين هم الأكثر عرضة للإدمان السريع”.
أسباب زيادة استخدام السجائر الإلكترونية الجديد بين البالغين
حددت الدراسة عدة عوامل تساهم في الزيادة السريعة لاستخدام منتجات التبغ الإلكتروني بين البالغين، ومن أبرزها ارتفاع تركيزات النيكوتين في المنتجات الجديدة، وتصميمات الأجهزة سهلة الاستخدام، والتسويق الذي يستهدف البالغين الذين يسعون للإقلاع عن التدخين التقليدي.
وأشارت الدكتورة ساندرا روبنسون، أستاذة علم الأوبئة المشاركة في الدراسة، إلى أن “معظم مستخدمي استخدام السجائر الإلكترونية الجديد من البالغين كانوا مدخنين سابقين للسجائر التقليدية، وقد وجدنا أن 78% منهم وصلوا إلى استخدام يومي خلال ستة أشهر فقط من البدء”، موضحة أن “هذا النمط من الاستخدام المكثف قد يكون مرتبطًا بإدمان النيكوتين السابق، مما يجعل الانتقال إلى الإدمان الجديد أسرع”.
الآثار الصحية المرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية الجديد المكثف
حذرت الدراسة من المخاطر الصحية المرتبطة بالاستخدام المكثف للسجائر الإلكترونية، حيث أظهرت الأبحاث ارتباطًا بين استخدام السجائر الإلكترونية الجديد بشكل يومي ومشاكل صحية متعددة، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والآثار السلبية على وظائف الرئة.
ووفقًا للدكتور مايكل سيمونز، طبيب الرئة المشارك في تقييم نتائج الدراسة، فإن “المستخدمين الذين يصلون بسرعة إلى مستويات مرتفعة من استخدام السجائر الإلكترونية الجديد يعرضون أنفسهم لكميات كبيرة من النيكوتين والمواد الكيميائية الأخرى”، مضيفًا أن “الدراسات الأولية تظهر أن 35% من المستخدمين المكثفين أبلغوا عن أعراض تنفسية جديدة خلال عام واحد من بدء الاستخدام”.
تعرف على: تقليل النيكوتين في السجائر.. خطوة قد تنقذ ملايين الأرواح وتغير مستقبل الإدمان
تأثير هذه النتائج على السياسات الصحية والوقاية
تسلط نتائج هذه الدراسة الضوء على الحاجة الملحة لتطوير سياسات صحية تستهدف مختلف الفئات العمرية، وليس فقط المراهقين والشباب، حيث أن استخدام السجائر الإلكترونية الجديد أصبح مشكلة متزايدة بين البالغين أيضًا، وتدعو الدراسة إلى تنظيم أفضل لمحتوى النيكوتين في هذه المنتجات وتحسين برامج الدعم للإقلاع عن استخدامها.
وعلقت الدكتورة إيما جونسون، مديرة برنامج مكافحة التدخين في معهد الصحة العامة، قائلة: “هذه النتائج تتطلب منا إعادة النظر في استراتيجيات الوقاية والتدخل، حيث يجب أن تشمل حملات التوعية جميع الفئات العمرية وليس فقط الشباب”، مؤكدة أن “استخدام السجائر الإلكترونية الجديد يشكل تحديًا صحيًا متناميًا يتطلب استجابة متعددة الجوانب”.
نصائح للأشخاص الذين يسعون للإقلاع عن التدخين التقليدي
في ضوء نتائج الدراسة، يقدم الخبراء عدة نصائح للأشخاص الذين يفكرون في استخدام السجائر الإلكترونية كوسيلة للإقلاع عن التدخين التقليدي، مشددين على أهمية استشارة المتخصصين الصحيين واستكشاف خيارات أخرى معتمدة للإقلاع عن التدخين، مثل العلاج ببدائل النيكوتين التقليدية، والاستشارات السلوكية، والأدوية المعتمدة.
وينصح الأطباء الأشخاص الذين بدأوا بالفعل في استخدام السجائر الإلكترونية الجديد بوضع خطة للتقليل التدريجي من الاستخدام، واختيار المنتجات ذات تركيزات النيكوتين المنخفضة، والانتباه إلى أي أعراض صحية قد تظهر، والسعي للحصول على المساعدة المهنية إذا واجهوا صعوبة في السيطرة على استخدامهم.