الغيرة والحسد هما مشاعر نفسية تؤثر على الإنسان، وقد تتحول إلى آلام جسدية تؤذي الشخص مع مرور الوقت، ويشعر الحاقد أو الحاسد بالغضب الشديد بسبب امتلاك الآخرين أشياء لا يملكها، وهذا الشعور قد يتحول إلى حالة مرضية، حيث يترك مشاعر سلبية تؤثر على الشخص وتجعله دائمًا حاقدًا وغير راض عن أي شيء في حياته.
الغيرة والحسد
فعلى الرغم من أنه لا يوجد تشخيص طبي أو نفسي مثبت وصريح يفيد بإدراج الحقد والغيرة ضمن قائمة الاضطرابات أو الأمراض النفسية، إلا أنها ظاهرة مرضية تدل على مشاعر غير سوية وعلى وجود انحراف سلوكي، وهذا يعد من أمراض القلوب التي هي أصعب وأشد خطورة من المرض النفسي الصريح الذي يخضع فيه المريض لعدة جلسات نفسية محددة أو استخدام علاج دوائي بوصف الطبيب المختص.
اقرأ أيضًا «الإمارات الصحية» تطلق حملة توعية بالصحة النفسية
وقالت الدكتورة نشوى صلاح -استشاري الصحة النفسية-: كثيرًا ما تتجه نفوس البشر لتمني إيذاء الآخرين بغير حق أو لزوال النعمة عنهم نتيجة ضعف الإيمان بالله وضعف النفس وفقدان الطموح، ولكن من شغل نفسه وسعى لتطويرها فهو محصن ضد أمراض الحسد والغيرة.
فعلى الإنسان أن يتخلص من المشاعر السلبية واللجوء إلى الله تعالى والسعي في اكتساب نعم الله وعدم النظر إلى ما بيد الآخرين وسلامة الصدر وتمني الخير للآخرين، بالإضافة إلى معاندة الشيطان والاجتهاد في دفع الحسد وعدم تحويل المشاعر السلبية إلى الآخرين في العمل أو بين العلاقات الأسرية.
وعلى الإنسان أن يعلم أن الحقد والحسد طاقة نفسية لا خير فيها، فاستغلالها في العمل الجاد هو الحل الصحيح، وكلما شعر الفرد بالحسد تجاه الناس، عليه استغلال تلك الطاقة في العمل والسعي أكثر لتجنب الاستجابة لتلك المشاعر والغوص فيها، لأن نار الحقد والحسد تؤثر على صحة الإنسان وسلامة نفسه، فعلينا التغلب عليها بالدعاء إلى الله بهدوء البال وصلاح الأحوال، فإن لم تشغل فكرك بالخير شغلك هو بالباطل، وأن يعلم الإنسان أنه لا فائدة تعود عليه من ممارسة سلوك الغيرة، سوى مشاعر الغم والهم والحزن.
ويُنصح بالمشاركة في نشاط تطوعي لأن هذا يحمي من مشاعر الحسد، ويحميه من النظر إلى ما وصل إليه الغير، بل يدفعه للسعي باستمرار ليصبح أفضل.
اقرأ أيضًا السلوك العدواني لدى المراهقين.. إليك الأسباب والعلاج