تشهد فترة المراهقة تغيرات نفسية وسلوكية قد تدفع بعض المراهقين إلى تبني سلوكيات عدوانية تجاه الآخرين، ما يثير قلق الأهل والمجتمع، في هذا السياق، تناول خبراء الصحة النفسية أسباب هذه الظاهرة وكيفية التعامل معها بشكل فعّال.
في التقرير التالي، يستعرض «موقع شهد»، التفاصيل الكاملة، حول أسباب السلوك العدواني، وطرق علاجه وجاءت كالتالي:
أسباب السلوك العدواني لدى المراهقين
يؤكد الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن المراهقة تعد مرحلة حرجة في حياة الإنسان، وتشهد تغيرات كبيرة في السلوكيات لدى المراهقين موضحًا أن أسباب السلوك العدواني لدى المراهقين تتمثل في الآتي:
- الشعور بالغيرة الناتجة عن مقارنة الذات بالآخرين.
- النزاعات الأسرية التي تخلق بيئة غير مستقرة.
- التنمر سواء في المدرسة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
- الفشل الدراسي الذي يؤدي إلى شعور بالإحباط وفقدان الثقة بالنفس.

دور الأهل في التعامل مع السلوك العدواني
ويشدد الدكتور وليد هندي على أهمية دور الآباء والأمهات في مساعدة أبنائهم على تجاوز هذه المرحلة، ويقترح عدة خطوات في إطار التعامل مع تلك الظاهرة، منها التالي:
الاستماع الجيد لفهم مشكلات المراهق وأسباب تصرفاته العدوانية.
الاحتواء والمشاركة من خلال التعامل مع الأبناء كأصدقاء، وتقديم الدعم العاطفي والحلول المناسبة.
تقدير الصعوبات وعدم التقليل من أهمية المشكلات التي يواجهها المراهق، بل البحث عن طرق لتخفيفها ومساعدته على تجاوزها.

التغذية السليمة
من جانب آخر، كشف هندي أن التغذية السليمة للأطفال عليها عامل أساسي في الحد من ظاهرة العنق، إذ تعتبر نوع من الإشباع وتلبية رغبة مهمة من رغبات الطفل موضحًا أن دراسات عديدة أُجريت بإشراف جامعات بريطانية وإكوادورية، شملت 150 ألف طفل ومراهق في 42 دولة، عن تأثير التغذية على الصحة النفسية والسلوك، أظهرت في نتائجها أن الأطفال الذين يحرصون على تناول وجبة الإفطار يوميًا يتمتعون بمستوى أعلى من الرضا عن الحياة مقارنة بمن يهملون هذه الوجبة.
وأشار إلى أن النقص في الفيتامينات والمعادن الناتج عن إهمال وجبة الإفطار قد يؤدي إلى تأثير سلبي على الصحة النفسية، مما يساهم في زيادة السلوكيات العدوانية، مؤكدًا أن الروتين اليومي، الذي يشمل الإفطار وقضاء الوقت مع الأسرة، يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الاستقرار النفسي والرضا العام.
وأكد أن التعامل مع السلوك العدواني لدى المراهقين يتطلب تفهمًا عميقًا لطبيعة المرحلة العمرية وأسباب التغيرات النفسية، مشددًا على التعاون بين الأهل والخبراء، إلى جانب توفير بيئة صحية ومستقرة، وتعتبر الخطوة الأولى نحو مساعدة المراهقين على تجاوز هذه التحديات وبناء شخصيات متزنة ومستقرة.