قد يرتبط الاكتئاب بارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم، وفقًا لدراسة جديدة فحص فيها العلماء بكلية الطب جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو بيانات أكثر من 20 ألف شخص ارتدوا أجهزة لقياس درجات حرارتهم، كما قدموا تقارير يومية عن درجات حرارتهم وأعراض الاكتئاب على مدى سبعة أشهر، ووجد الباحثون أنه مع زيادة أعراض الاكتئاب الشديدة لدى الأشخاص ارتفعت أيضًا درجات حرارة أجسامهم، وفقًا لنتائج الدراسة المنشورة في (Scientific Reports).
وتقول الدكتورة “آشلي ماسون”، المؤلفة الرئيسية للدراسة والأستاذة المساعدة في الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: “هذه البيانات مثيرة للاهتمام لأنها تشير إلى إمكانية علاج فريد من نوعه للاكتئاب يعتمد على الجسم ولا يتضمن أدوية أو علاجًا نفسيًا تقليديًا، قد نتمكن من التدخل بشكل مباشر على درجة حرارة الجسم لمعالجة أعراض الاكتئاب وهو العلاج بالحرارة”.
العلاج بالحرارة
يقول الدكتور لوري: “إن نفس المسارات التي تنقل المعلومات الحسية عن درجة الحرارة الدافئة إلى أنظمة تنظيم الحرارة تنقل أيضًا تلك المعلومات إلى مناطق الدماغ التي تشارك في التحكم في الحالة المزاجية والوظيفة الإدراكية” ويضيف لوري أنه عندما تتعطل هذه المسارات في الدماغ، فقد يكون الناس أكثر عرضة للاكتئاب وأكثر عرضة أيضًا لارتفاع درجة حرارة الجسم.
ويضيف: “العلماء يدرسون الآن ما إذا كان تعريض الناس للحرارة، سواء من خلال العلاج بالساونا أو الحمامات الساخنة، قد يحفز أنظمة التبريد الطبيعية في الجسم ويصلح أيضًا المسارات المعطلة في الدماغ التي تلعب دورًا في تنظيم الحالة المزاجية، لكن هذه التجارب لا تزال أولية للغاية لإثبات ما إذا كان العلاج بالحرارة يمكن أن يعالج الاكتئاب بالفعل، ولكن من السابق لأوانه أن يركز الناس على تنظيم درجة حرارة أجسامهم كوسيلة لتحسين حالتهم المزاجية، كما يقول الدكتور تيودور بوستولاشي، أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة ميريلاند في بالتيمور، والذي لم يشارك في الدراسة الجديدة، ولا ينبغي للناس أن يفترضوا في هذه المرحلة أنهم مصابون بالاكتئاب لمجرد أنهم لاحظوا أن درجة حرارة أجسامهم أعلى قليلاً من المعتاد”.
اقرأ أيضًا أعراض الانسحاب من مضادات الاكتئاب.. كيف تؤثر على صحتك وأبرز العواقب

هل يؤثر الاكتئاب على درجة حرارة الجسم أم العكس؟
ولم يتطلب الأمر سوى ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم، 0.1 درجة مئوية (حوالي 0.2 درجة فهرنهايت) -لكي تزداد فرصة الأشخاص بشكل كبير لتجربة أعراض الاكتئاب، وبالنسبة للمبتدئين، ليس من الواضح ما إذا كان الاكتئاب قد يتداخل مع قدرة الجسم على الحفاظ على برودته- مما يؤدي إلى ارتفاع قراءات مقياس الحرارة، أو ما إذا كان ارتفاع درجة حرارة الجسم قد يساهم بطريقة ما في الاكتئاب، وبعيدًا عن هذا، لم تفحص الدراسة ما إذا كانت أي تدخلات مصممة لتغيير درجة حرارة الجسم قد تؤثر بشكل مباشر على تواتر أو شدة أعراض الاكتئاب.
ومع ذلك، فمن الممكن أن يكون هناك ارتباط بين درجة حرارة الجسم والمزاج لأن هناك مسارات حسية في الدماغ تلعب دورًا في تنظيم هذين الأمرين، كما يقول الدكتور كريستوفر لوري، المؤلف المشارك في الدراسة وأستاذ علم وظائف الأعضاء التكاملي في جامعة كولورادو في بولدر.
اقرأ أيضًا السيلوسيبين.. الأمل الجديد لعلاج الاكتئاب واستعادة الرفاهية والسعادة