في تقدم علمي مذهل، كشفت دراسة نُشرت في News Medical يوم 7 أبريل 2025 عن مسارات جينية تحدد لماذا ينمو البعض طويل القامة بينما يظل آخرون قصارًا، أجريت الدراسة في الولايات المتحدة بواسطة باحثين من جامعة ميشيغان، وحددت أكثر من 700 متغير جيني يؤثر على الطول بنسبة تصل إلى 80%، هذا الاكتشاف لا يفسر فقط التنوع البشري، بل يفتح آفاقًا لعلاج اضطرابات النمو في المستقبل.
تجربة أمريكية تُحلل الجينات
شملت الدراسة، التي نُشرت في Nature Genetics، تحليل بيانات جينية لـ281,000 فرد من قاعدة بيانات UK Biobank والولايات المتحدة، استخدم الباحثون تقنيات الذكاء الاصطناعي لفحص ملايين المتغيرات الجينية، النتائج أظهرت أن مسارات جينية معينة، مثل تلك المرتبطة بجين HMGA2، تلعب دورًا حاسمًا في تنظيم نمو العظام، الأفراد الذين يحملون متغيرات نشطة لهذا الجين كانوا أطول بمتوسط 4.5 سم من غيرهم، هذه الأرقام تعزز فهمنا للوراثة.
كيف تتحكم مسارات جينية بالطول؟
تؤثر هذه المسارات على إنتاج هرمونات النمو وتكوين الغضاريف في مرحلة الطفولة، في الولايات المتحدة، أوضح الدكتور لو يانغ، قائد الدراسة، أن “الجينات تتفاعل مع عوامل بيئية مثل التغذية، لكن الوراثة هي المحرك الأساسي”، الدراسة كشفت أيضًا أن 20% من الأفراد الذين يحملون متغيرات معاكسة يواجهون قصر قامة ملحوظ، مما يسلط الضوء على تعقيد الجينوم البشري ودوره في تحديد السمات.
تعرف على: عوامل نمو الأطفال.. الباحثون يكتشفون جزيئات دم رئيسية تؤثر على نمو طفلك
فوائد تتجاوز الطول
لا يقتصر تأثير هذا الاكتشاف على فهم الطول، بل يمتد إلى تشخيص اضطرابات النمو مثل متلازمة مارفان أو قصر القامة مجهول السبب، مسارات جينية محددة قد تساعد الأطباء في تصميم علاجات مخصصة، خاصة للأطفال الذين يعانون من تأخر النمو، الباحثون يأملون أن تساهم هذه النتائج في تقليل الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالطول القصير، مشيرين إلى أن التنوع الجيني هو ما يجعل البشر فريدين.
مستقبل طب الجينات
مع هذا التقدم، تخطط جامعة ميشيغان لتوسيع الأبحاث لتشمل مجموعات عرقية متنوعة، حيث أظهرت الدراسة اختلافات طفيفة في المسارات الجينية بين الأوروبيين والآسيويين، الهدف هو تطوير أدوات تنبؤية تساعد الأطباء على تقديم استشارات مبكرة للعائلات، هل ستكون مسارات جينية مفتاحًا لفهم أجسامنا بشكل أعمق؟ هذا الاكتشاف يضعنا على الطريق الصحيح.