كشف تقرير طبي عن واحدة من أكثر الظواهر النادرة في الطب، وهي تحول الأجنة المتوفاة في بعض حالات الحمل البطني إلى ما يُعرف بـ”الجنين المتحجر” أو (Lithopedion)، وهي آلية دفاعية غريبة يقوم بها الجسم لحماية الأم من التسمم الدموي (الإنتان)، والحمل البطني هو حالة نادرة من الحمل خارج الرحم، حيث ينمو الجنين في تجويف البطن بدلاً من الرحم، وعندما يموت في هذه الحالة، قد يحيط به الجسم بطبقة من الكالسيوم لتكوين “الجنين المتحجر”، ما يمنع حدوث مضاعفات خطيرة للأم. ورغم ندرتها، تم توثيق أقل من 300 حالة فقط لهذه الظاهرة على مدار 400 عام.
اقرأ أيضًا ما الجرعة المناسبة؟.. حمض الفوليك يحمي الجنين من تشوهات الدماغ والعمود الفقري
الجنين المتحجر ظاهرة نادرة لهذا السبب
وما يجعل هذه الظاهرة مثيرة للاهتمام هو أن الجنين المتحجر قد يبقى في جسم الأم لسنوات طويلة دون أن يُكتشف، بل وفي بعض الحالات، قد تحمل الأم وتلد أطفالًا آخرين دون أن تعلم بوجود هذا “الطفل المتحجر” في جسدها. ووفقًا لدراسة أجريت في عام 2023، تحدث حوالي 208 ملايين حالة حمل سنويًا على مستوى العالم، ومن بين هذه الحالات، يُقدّر أن هناك حوالي 374 حالة “طفل متحجر” سنويًا. ويُعتقد أن الأمر يحدث في 1.5 إلى 1.8% من حالات الحمل البطني، وهي بدورها تمثل نسبة صغيرة من حالات الحمل خارج الرحم التي تشكل حوالي 2% من إجمالي حالات الحمل.
انخفاض حالات الطفل المتحجر
ويرى الخبراء أن التطور في معايير الرعاية الصحية أدى إلى انخفاض كبير في حالات “الطفل المتحجر”، حيث أصبح اكتشاف الحمل البطني ومعالجته في وقت مبكر أكثر احتمالا. ومع ذلك، فإن الحالات القديمة المكتشفة، مثل واحدة تعود إلى عام 1100 قبل الميلاد، تسلط الضوء على مدى استمرار هذه الظاهرة عبر الزمن.
اقرأ أيضًا مستشار وزير الصحة لـ«شهد كلينك»: حجم الجنين يحدد طريقة ولادة المصابة بالسكري