اتباع نظام غذائي غني بالألياف من الأطعمة، مثل الخضروات، والفاصوليا، والحبوب الكاملة قد يقلِّل من التهاب الأمعاء، ويساعد في درء العدوى بالجراثيم الخطيرة من خلال تعزيز البكتيريا “الجيدة” في الجهاز الهضمي، وفقًا لبحث نشر هذا الشهر في مجلة (Nature Microbiology)، ويقول الدكتور ألكسندر ألميدا، الباحث في قسم الطب البيطري بجامعة كامبريدج في إنجلترا، والمؤلف الرئيسي للدراسة: “أظهرت الأعمال السابقة أن الألياف يتم تحويلها بواسطة بكتيريا الأمعاء إلى مواد كيميائية تُعرف باسم الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، والتي بدورها يمكن أن يكون لها مجموعة متنوعة من الفوائد الصحية، مثل تقليل الالتهاب، والحفاظ على سلامة حاجز الأمعاء، لقد وجدنا أن الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة أظهرت أقوى إشارة وقائية ضد خطر الإصابة بالعدوى، ما يشير إلى أن استهلاك الألياف يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في هذا السياق.”
الألياف والبكتيريا
وبالإضافة إلى ذلك، تشير نتائج الدراسة إلى أن تناول المزيد من الألياف قد يساعد في التخلص من البكتيريا الضارة، والتي يمكن أن تسبب الالتهاب الرئوي، والتهاب السحايا، والإشريكية القولونية، وبمستويات منخفضة، تشكِّل هذه البكتيريا جزءًا من ميكروبيوم الأمعاء البشرية الصحي، ولكن النمو المفرط يزيد من فرص الإصابة بعدوى خطيرة.
اقرأ أيضًا: مشكلة صحية تهدد الملايين.. الألياف سلاح فعال ضد التسمم الغذائي
الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف والحماية من العدوى
وكشف تحليل حسابي لتكوين ميكروبيوم الأمعاء، استنادًا إلى أكثر من 12000 عيِّنة براز من 45 دولة، أن زيادة تناول الألياف يغذي البكتيريا النافعة، وخلص التحليل واسع النطاق، الذي نشر هذا الشهر في مجلة (Nature Microbiology)، إلى أن تكوين الميكروبيوم قد يتنبَّأ بما إذا كانت أمعاء الشخص من المحتمل أن تستعمرها البكتيريا الضارة.
وقال الدكتور محمود غنوم، وهو عالم متخصص في الميكروبيوم وأستاذ في معهد أبحاث صحة الجهاز الهضمي بكلية الطب بجامعة كيس ويسترن ريزيرف في كليفلاند، إن هذا التحقيق يعتمد على أبحاثٍ سابقة أظهرت أن الألياف الغذائية تعمل كمضاد حيوي، وتغذي البكتيريا المفيدة في الأمعاء، ومن خلال استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الجديدة، وتحليل عيِّنة كبيرة من البشر، تدعم هذه الدراسة مفهوم أننا يجب أن نتبع نظامًا غذائيًا يحتوي على الألياف لإعادة التوازن، والحفاظ على ميكروبيومنا الصحي.