يمكن أن تساعد “عملية زرع البراز” الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الأول الذي أفسد نظامهم الهضمي، وأفاد باحثون في دراسة نشرت مؤخرًا في مجلة (EClinicalMedicine)، أن ابتلاع حفنة من الكبسولات المليئة ببراز المتبرع ساعد في تخفيف آلام الأمعاء والغثيان والانتفاخ والإسهال الناجم عن مرض السكري، وقالت الدكتورة كاترين لوندبي هوير، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى جامعة آرهوس في الدنمارك، في بيان صحفي من الكلية: “لقد شهد المرضى تحسنًا كبيرًا في نوعية حياتهم وأعراضهم، وهو ما يتجاوز بكثير ما لاحظناه مع الدواء الوهمي”، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اختبار عملية زرع البراز لدى مرضى السكري من النوع الأول مقابل دواء وهمي، وجاءت النتائج واعدة للغاية.
زرع البراز وصحة الأمعاء
ويعاني ما يصل إلى ربع مرضى السكري من النوع الأول من اعتلال المعدة والأمعاء السكري، وهي حالة تتضرر فيها الأعصاب التي تنظم الجهاز الهضمي، وقالت “هوير”، إن خيارات العلاج المتاحة قليلة، لذا قرر الباحثون معرفة ما إذا كانت عملية زرع البراز قد تكون قادرة على استعادة صحة الأمعاء لدى هؤلاء المرضى.
اقرأ أيضًا لمن يعانوا من مشاكل في “الجهاز الهضمي”.. إليك 6 أعشاب لعلاجه
كيف تتم عملية زرع البراز؟
وفي عملية زرع البراز، يتم نقل البكتيريا من أمعاء شخص سليم إلى شخص يعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي، تُستخدم هذه العملية بشكل متكرر لعلاج بكتيريا كلوستريديوم ديفيسيل، وهي بكتيريا ضارة يمكن أن تسبب إسهالًا شديدًا إذا استعمرت أمعاء الشخص، وفي هذه الدراسة، قام الباحثون بتجنيد 20 مريضًا مصابًا بمرض السكري من النوع الأول، ووزعوهم عشوائيًا على مجموعتين إما لتلقي عملية زرع براز أو كبسولات وهمية، وبعد أربعة أسابيع، تلقى المرضى الذين تناولوا في البداية دواءً وهميًا عملية زرع براز أيضًا، وقال الباحثون إن كل مريض حصل على عملية زرع من متبرع فردي، وقد ابتلعوا الكبسولات مع مشروب خالٍ من السكر.
نتائج عملية زرع البراز
وشهد المرضى الذين خضعوا لعملية زرع البراز انخفاضًا كبيرًا في أعراض الجهاز الهضمي لديهم، حيث انخفضت الدرجات من 58 إلى 35، وهذا مقارنة بانخفاض من 64 إلى 56 بين مجموعة الدواء الوهمي، وقال الباحثون إن درجات جودة الحياة ارتفعت أيضًا من 108 إلى 140، على مقياس لتقييم تأثير متلازمة القولون العصبي، ولم تتحسن درجات مرضى الدواء الوهمي إلا من 77 إلى 92.
وقالت “هوير”: “بالنسبة لبعض المرضى، يعني هذا العلاج أنهم يستطيعون استعادة السيطرة على حياتهم اليومية، تتمتع هذه الطريقة بإمكانيات كبيرة، ونأمل في تكرار الدراسة على نطاق أوسع لضمان استفادة المزيد من المرضى”.
اقرأ أيضًا السكري النوع الثاني.. إيناس شلتوت تكشف لـ”شهد” الأسباب وطرق الوقاية