توصلت لجنة دولية إلى أن تقنيات تشخيص السمنة أصبحت أكثر تعقيدًا، وتقول لجنة السمنة السريرية في ورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة (The Lancet Diabetes & Endocrinology)، إن استخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI) لتحديد من يعاني من زيادة الوزن أو السمنة ليس موثوقًا به، ويمكن أن يؤدي إلى تشخيص خاطئ، وقال الدكتور روبرت إيكل، عضو اللجنة ورئيس قسم تصلب الشرايين في الحرم الطبي بجامعة كولورادو أنشوتز بالولايات المتحدة: “الأشخاص الذين يعانون من زيادة الدهون في الجسم لا يكون لديهم دائمًا مؤشر كتلة الجسم الذي يشير إلى أنهم يعانون من السمنة، ما يعني أن مشاكلهم الصحية قد تمر دون أن يلاحظها أحد”.
وأضاف إيكل: “بالإضافة إلى ذلك، يعاني بعض الأشخاص من ارتفاع مؤشر كتلة الجسم وارتفاع نسبة الدهون في الجسم ولكنهم يحافظون على وظائف الأعضاء والجسم الطبيعية، دون ظهور أي علامات أو أعراض تشير إلى وجود مرض مستمر”.
اقرأ أيضًا 10 أمراض جلدية خطيرة قد تسببها السمنة.. تعرف على تأثيرها وكيفية الوقاية منها
تقنيات تشخيص السمنة
وبدلاً من مؤشر كتلة الجسم، توصي اللجنة بتشخيص السمنة من خلال إحدى الطرق الثلاث وهي، أولًا استخدام قياس آخر لحجم الجسم (محيط الخصر، أو نسبة الخصر إلى الورك، أو نسبة الخصر إلى الطول) إلى جانب مؤشر كتلة الجسم، و ثانيًا استخدام اثنين من قياسات حجم الجسم تلك بدون مؤشر كتلة الجسم، وثالثًا إجراء قياسات مباشرة لدهون الجسم باستخدام مسوحات متطورة.
وقال إيكل: “الاعتماد على مؤشر كتلة الجسم وحده لتشخيص السمنة أمر إشكالي، لأن بعض الأشخاص يميلون إلى تخزين الدهون الزائدة في منطقة الخصر أو في أعضائهم وحولها، مثل الكبد أو القلب أو العضلات، وهذا يرتبط بمخاطر صحية أعلى مقارنة بتخزين الدهون الزائدة تحت الجلد مباشرة في الذراعين أو الساقين أو في مناطق أخرى من الجسم”.
وتوصي اللجنة أيضًا بالسماح للأطباء بتشخيص السمنة السريرية أو السمنة ما قبل السريرية، اعتمادًا على مدى تأثير الوزن الزائد على الصحة، كما أوصت اللجنة بتشخيص السمنة السريرية باستخدام علامات موضوعية تشير إلى أن الوزن الزائد يؤثر على صحة الشخص، مثل ضيق التنفس، أو قصور القلب، أو آلام الركبة أو الورك، أو مشاكل الكلى، وبشكل عام، سيكون هناك 18 معيارًا مختلفًا لتشخيص السمنة السريرية لدى البالغين، و13 معيارًا للأطفال والمراهقين، وتشمل السمنة ما قبل السريرية الوزن الزائد الذي لا يؤثر على أعضاء الشخص، وقالت اللجنة إن هؤلاء المرضى لا يعانون من أمراض مستمرة، لكنهم معرضون لخطر متزايد للإصابة بالسمنة السريرية فضلاً عن مشاكل صحية أخرى مثل مرض السكري من النوع 2 ومشاكل القلب وبعض أنواع السرطان.
وقال جو نادجلوفسكي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لتحالف العمل لمكافحة السمنة، في بيان صحفي: “تشير الدراسات إلى أن الطريقة التي يتم بها الحديث عادة عن السمنة تزيد من وصمة العار المرتبطة بالوزن، مما يجعل من الصعب الوقاية منها وإدارتها وعلاجها”.
اقرأ أيضًا إيناس شلتوت لـ”شهد”: فوائد الإفطار .. مفتاح الوقاية من السمنة وأمراض القلب