في دراسة حديثة نُشرت في مجلة JAMA Psychiatry الأمريكية، اكتشف الباحثون وجود صلة قوية بين استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية بعد الولادة وبين ارتفاع خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. الدراسة أُجريت على أكثر من 188,000 امرأة في السويد، وتُعد واحدة من أكبر الدراسات من نوعها التي تبحث في تأثير وسائل منع الحمل على الصحة النفسية للنساء بعد الولادة.
وسائل منع الحمل والهرمونات.. ما العلاقة بالاكتئاب؟
أوضحت الدراسة أن النساء اللاتي بدأن في استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية خلال الأشهر الستة الأولى بعد الولادة، كن أكثر عرضة بنسبة 35% للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة مقارنة بغيرهن. وتشمل هذه الوسائل الحبوب المركبة، واللولب الهرموني، والحقن، والغرسات، وكلها تؤثر على التوازن الهرموني في الجسم، ما قد يؤدي إلى تغيّرات مزاجية شديدة لدى بعض النساء.
متى يظهر الخطر؟ وأي النساء أكثر تأثرًا؟
النتائج أظهرت أن الفترة الحرجة تكمن في أول 6 أشهر بعد الولادة، وهي الفترة التي تعاني فيها كثير من الأمهات من تغيرات نفسية وبدنية كبيرة. النساء اللاتي لديهن تاريخ سابق من الاكتئاب، أو اللاتي تعرضن لاكتئاب أثناء الحمل، كُنّ الأكثر عرضة للتأثر سلبًا باستخدام وسائل منع الحمل الهرمونية بعد الولادة.
اقرأ أيضًا: وسائل منع الحمل الطبيعية وزيادة الإجهاض.. دراسة جديدة تصدم النساء
الخبراء لا ينصحون بالتوقف.. لكن يدعون للتوعية
رغم النتائج المقلقة، أكّد الباحثون أنه لا يجب التوقف عن استخدام وسائل منع الحمل فجأة. بل يجب أن تكون هناك محادثة مفتوحة بين المرأة والطبيب حول الخيارات المختلفة، وخاصة في حال وجود تاريخ نفسي سابق. الحل يكمن في اختيار الوسيلة الأنسب لكل حالة، وتوفير دعم نفسي خلال الفترة بعد الولادة.
وسائل منع الحمل قد لا تناسب الجميع نفسيًا
من الضروري إدراك أن وسائل منع الحمل ليست مناسبة نفسيًا لجميع النساء. قد تكون فعالة من الناحية الطبية، لكنها في بعض الحالات تسبب اضطرابات مزاجية حادة. لذلك تُوصي الدراسة بإجراء تقييم نفسي شامل قبل وصف أي وسيلة هرمونية بعد الولادة.
توصيات وتعديلات مستقبلية في بروتوكولات الرعاية
الدراسة تدعو إلى إعادة النظر في بروتوكولات وصف وسائل منع الحمل للنساء بعد الولادة، والتركيز على أهمية المتابعة النفسية إلى جانب المتابعة الجسدية. كما شدد الباحثون على أهمية التوعية المجتمعية لتقليل وصمة الاكتئاب، وتشجيع الأمهات على طلب المساعدة في حال شعورهن بأي أعراض نفسية غير معتادة.