أظهرت تقارير طبية وأبحاث عالمية، أن التوتر المزمن له تأثير مدمر على خصوبة المرأة، حيث يلعب دورا رئيسيا في اختلال التوازن الهرموني الضروري للحمل، وأكدت الدكتورة ماريا تفريديكوفا، أخصائية الخصوبة، أن المستويات المرتفعة من هرمون الكورتيزول الناتج عن التوتر المزمن يمكن أن تعيق بشكل مباشر العمليات الحيوية المرتبطة بالخصوبة، والكورتيزول، هرمون تنتجه الغدد الكظرية استجابة للتوتر، يعمل في البداية على تعزيز التركيز والطاقة كجزء من استجابة الجسم الدفاعية، ولكن عند بقاء مستواه مرتفعا لفترة طويلة، يعطل إنتاج هرمون موجهة الغدد التناسلية المسؤول عن الإباضة، ما يؤدي إلى تعقيد عملية الحمل أو جعلها مستحيلة.
مخاطر التوتر المزمن
كما يشير الخبراء إلى أن التوتر المزمن يؤدي أيضًا إلى ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين، ما يعطل الدورة الشهرية ويخفض فرص الحمل، كما أن البرولاكتين، المعروف بدوره في الرضاعة، يؤدي ارتفاعه الناتج عن التوتر إلى تثبيط الإباضة والتسبب في اختلالات هرمونية تشمل هرموني الإستروجين والبروجيستيرون الضروريين للوظائف الإنجابية الطبيعية، إضافة إلى ذلك، يسبب اضطرابا في إنتاج الميلاتونين، الهرمون الذي ينظم إيقاعات النوم.
وتشير الأبحاث، بما في ذلك تقارير حديثة من منظمة الصحة العالمية (WHO)، إلى أن اضطراب النوم الناتج عن نقص الميلاتونين يؤثر سلبًا على الخصوبة، حيث يعيق الميلاتونين الدورة الهرمونية الطبيعية، ويزيد من الإجهاد التأكسدي الذي قد يؤدي إلى تلف البويضات.
ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، فإن 1 من كل 4 نساء تعاني من اضطرابات في الدورة الشهرية بسبب التوتر المزمن، كما أنه يرفع مخاطر العقم بنسبة تصل إلى 30% لدى النساء في سن الإنجاب، وتوصي الدكتورة تفريديكوفا باتباع استراتيجيات متعددة لاستعادة التوازن الهرموني وتعزيز الخصوبة من بينها:
– ممارسة تمارين الاسترخاء: مثل اليوغا أو التأمل لتقليل التوتر.
– تحسين نوعية النوم: الالتزام بجدول نوم منتظم والحفاظ على بيئة نوم هادئة.
– النشاط البدني المعتدل: التمارين الخفيفة تساعد في تقليل مستويات الكورتيزول.
– نظام غذائي متوازن: يكون غني بالفواكه، والخضروات، والأطعمة المضادة للأكسدة.
– استشارة طبيب مختص: لتقييم الحالة الهرمونية ووصف العلاجات المناسبة إذا لزم الأمر.