يعتبر تحجر الثدي للمرضعة من المشكلات الشائعة التي تواجه العديد من الأمهات خلال فترة الرضاعة، خاصةً في الأسابيع الأولى بعد الولادة، وقد أظهرت دراسة حديثة أجرتها الجمعية الأمريكية لطب الرضاعة أن ما يقارب 65% من الأمهات المرضعات يعانين من تحجر الثدي بدرجات متفاوتة، مما يستدعي زيادة الوعي حول هذه المشكلة وطرق التعامل معها بشكل فعال.
ما هو تحجر الثدي للمرضعة وما أسبابه الرئيسية؟
يحدث تحجر الثدي للمرضعة عندما تتراكم كميات كبيرة من الحليب في الثدي دون إفراغها بشكل كافي، مما يؤدي إلى تورم وقساوة وألم شديد، كما أن التحجر يحدث غالبًا بين اليوم الثالث والخامس بعد الولادة، عندما يزداد إنتاج الحليب بشكل كبير، أو عند تغيير نمط الرضاعة المعتاد.
وتشمل الأسباب الأخرى لتحجر الثدي للمرضعة عدم إرضاع الطفل بشكل متكرر، أو عدم تفريغ الثدي بشكل كامل، أو ارتداء حمالة صدر ضيقة تضغط على قنوات الحليب.
الأعراض المميزة لتحجر الثدي للمرضعة والمضاعفات المحتملة
تظهر على الأم المصابة بتحجر الثدي للمرضعة عدة أعراض واضحة، منها: تورم وصلابة في الثدي.
– ألم شديد عند اللمس.
– احمرار في المنطقة المصابة.
– وارتفاع في درجة حرارة الجسم تصل أحيانًا إلى 38 درجة مئوية.
وجدير بالذكر إلى أن إهمال علاج تحجر الثدي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة كالتهاب الثدي والخراجات، وقد يؤثر سلبًا على استمرارية الرضاعة الطبيعية، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 20% من الأمهات يتوقفن عن الإرضاع بسبب هذه المشكلة.
تعرف على: مستخلصات البطاطا الحلوة تبطئ نمو سرطان الثدي والرئة
طرق علاج تحجر الثدي للمرضعة بفعالية
تتوفر العديد من الطرق الفعالة لعلاج تحجر الثدي للمرضعة، وقد أكدت دراسة نشرت في مجلة “الرضاعة الطبيعية” أن التدخل المبكر يزيد من فرص التعافي السريع، ومن أبرز طرق العلاج:-
– الإرضاع المتكرر من الثدي المصاب (8-12 مرة يوميًا).
– وضع كمادات باردة بعد الرضاعة لتخفيف الألم والتورم.
– تدليك الثدي برفق أثناء الرضاعة لتسهيل خروج الحليب.
– استخدام الكمادات الدافئة قبل الرضاعة لتحفيز تدفق الحليب.
– شفط الحليب يدويًا أو باستخدام مضخة في حال عدم قدرة الطفل على الرضاعة الفعالة.
الإجراءات الوقائية لتجنب تحجر الثدي للمرضعة
ويمكن تجنب الإصابة بتحجر الثدي للمرضعة من خلال:-
– البدء بالرضاعة الطبيعية مباشرةً بعد الولادة، وتجنب الرضاعة الصناعية إلا في الضرورة فقط.
– الإرضاع المتكرر حسب طلب الطفل (كل ساعتين إلى ثلاث ساعات).
– التأكد من وضعية الرضاعة الصحيحة والتعلق الجيد للطفل بالثدي.
– تغيير وضعيات الرضاعة للتأكد من تفريغ جميع أجزاء الثدي.
– ارتداء حمالة صدر مناسبة غير ضيقة.
الخبراء يشددون على أهمية استشارة الطبيب أو أخصائي الرضاعة إذا استمرت أعراض تحجر الثدي لأكثر من 48 ساعة، أو في حال ظهور علامات الالتهاب كالحمى الشديدة أو الصديد، حيث قد تحتاج الأم حينها إلى تدخل طبي عاجل وربما العلاج بالمضادات الحيوية.