كشفت دراسة حديثة، أجراها علماء من جامعة ويسكونسن ماديسون، ونُشرت في مجلة Proceedings of the National Academy) (of Sciences، عن دور مفصلي للأحماض الصفراوية المعدلة بواسطة الميكروبات في الأمعاء، حيث تبين أن اثنين من هذه الأحماض لهما تأثيرات متضادة على خطر الإصابة بسرطان القولون، وتمثل خارطة طريق جديدة لتطوير وسائل مبتكرة للكشف المبكر عن سرطان القولون وعلاجه، ويتوسط هذه العلاقة بروتين يعرف باسم “مستقبل إكس فارنسويد” (FXR)، الذي يلعب دورا حيويا في الحفاظ على صحة الأمعاء عبر تفاعله مع الأحماض الصفراوية.
فوائد بروتين “مستقبل إكس فارنسويد”
وينظم هذا البروتين إنتاج الأحماض الصفراوية في الكبد، لكنه يتفاعل بطرق متباينة مع الأحماض الصفراوية المعدلة من قبل الميكروبات.
اقرأ أيضًا: تناول الفواكه والخضروات.. هكذا تقي نفسك من سرطان القولون
الأحماض الصفراوية والسرطان
وتوضح تينغ فو، الأستاذة المساعدة في كلية الصيدلة بجامعة ويسكونسن ماديسون، أن بعض الأحماض الصفراوية المعدلة تدعم وظيفة مستقبل FXR وتبطئ نمو الأورام، بينما تعمل أحماض أخرى على تثبيط وظيفته، ما يساهم في تحفيز نمو السرطان.
وفي الدراسة، حدد الباحثون نوعين من الأحماض الصفراوية المعدلة الأول: يعزز وظيفة بروتين FXR ويعمل كحاجز وقائي ضد تطور سرطان القولون، والثاني يثبط وظيفة البروتين، ما يسرع من نمو الأورام ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان، ولتأكيد هذه النتائج، استخدم الباحثون نماذج تجريبية متعددة، شملت نماذج لسرطان القولون في الفئران، عضويانيات (Organoids): أعضاء مصغرة مستمدة من مرضى سرطان القولون البشري.
وتعد هذه المرة الأولى التي تُربط فيها الأحماض الصفراوية الميكروبية المحددة بتطور أو الوقاية من سرطان القولون والمستقيم، وتفتح الدراسة الباب أمام إمكانيات علاجية جديدة تستهدف تعديل ميكروبات الأمعاء أو تعزيز وظيفة بروتين (FXR) لتحسين صحة القولون.
ويرى الدكتور جياويانغ جيانغ، أحد المشاركين في البحث، أن هذه النتائج تسهم في تطوير أدوية جديدة لعلاج حالات خطيرة مثل مرض التهاب الأمعاء، الذي يعد عامل خطر رئيسيًا للإصابة بسرطان القولون، ويعمل فريق البحث حاليا على التعمق في فهم كيفية تأثير الأحماض الصفراوية المعدلة على الصحة المعوية، مما قد يحدث تحولا في طرق الكشف والعلاج، ويرى العلماء أن تعزيز الأحماض الصفراوية التي تدعم بروتين (FXR) قد يكون خطوة فعّالة في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون.