كتبت- هاجر تامر
العلاقة بين العقل والجسم أقوى بكثير مما ندرك؛ فأفكارنا تؤثر على عواطفنا من خلال الطريقة التي نختبر بها العالم من حولنا، وحتى عندما نتخيل مواقف مستقبلية أو نتصور نتائج محتملة، فإن أجسادنا تستجيب فعليًا لأفكارنا.
تأثير الأفكار على الصحة الجسدية
فكر في كيفية رد فعلك عندما يقطع شخص ما طريقك في حركة المرور، ويكاد يتسبب في وقوع حادث، في تلك اللحظة، يستعد جسمك على الفور للنتيجة المحتملة، ما يؤدي إلى زيادة الأدرينالين، وهو الاستجابة الهرمونية للجسم لموقف القتال أو الهروب.
ولا يقتصر هذا النوع من رد الفعل الجسدي على إطلاق الأدرينالين. يمكن لأفكارنا أن تحفز أجسادنا لتجربة جميع أنواع الاستجابات الفسيولوجية، من التغيرات في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب إلى التغيرات الكيميائية في الدماغ، ويمكن أن تكون هذه التغيرات مع مرور الوقت ضارة بصحتك.
تأثير التفكير الإيجابي على الصحة الجسدية
يساعد التفكير الإيجابي في التعامل مع الضغوط، كما يمكنه تحسين صحتك، حاول التغلب على الحديث السلبي مع النفس من خلال هذه الأمثلة:
هل تنظر إلى نصف الكوب الممتلئ أم الفارغ؟
تعكس كيفية إجابتك لهذا السؤال عن التفكير الإيجابي نظرتك إلى الحياة، وسلوكك تجاه نفسك، وما إذا كنت متفائلًا أم متشائمًا؛ بل إن هذا الأمر يمكن أن يؤثر في صحتك.
وتظهر بعض الدراسات، أن سمات الشخصية مثل التفاؤل والتشاؤم يمكن أن تؤثِّر في عدة مناطق من صحتنا وعافيتنا، فالتفكير الإيجابي، الذي يصحب التفاؤل عادةً، جزءًا أساسيًّا من التحكم في التوتر
ويصحب التحكم في التوتر الفعال العديد من المزايا الصحية، إذا كنت تميل إلى التفكير المتشائم، فلا داعي لليأس؛ لأن بإمكانك تعلم مهارات التفكير الإيجابي.
ما هو التفكير الإيجابي؟
لا يعني التفكير الإيجابي أن تتجاهل مواقف الحياة المزعجة، بل أن تتعامل مع المواقف المزعجة بطريقة أكثر إيجابية وإنتاجية، تعتقد أن الأفضل سيحدث وليس الأسوأ.
ويبدأ التفكير الإيجابي دائمًا بالحديث مع النفس، وهو تدفق ليس له نهاية للأفكار الخفية التي تجري في رأسك، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
وإذا كانت معظم الأفكار التي تدور في رأسك سلبية، ستكون نظرتك للحياة متشائمة على الأرجح، أما إذا كانت معظم الأفكار التي تدور في رأسك إيجابية، فإنك على الأرجح شخص متفائل.
فوائد التفكير الإيجابي للصحة الجسدية
تتضمَّن الفوائد الصحية التي قد يُوفِّرها التفكير الإيجابي ما يلي:
إطالة أمد التمتُّع بالحياة الصحية.
خفض معدلات الاكتئاب.
تقليل مستويات الشعور بالتوتر والألم.
مقاومة عالية ضد الأمراض.
التمتع بصحة نفسية وبدنية أفضل.
تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وتقليل مخاطر الوفاة الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية والسكتات الدماغية.
تقليل مخاطر الوفاة الناجمة عن السرطان.
تقليل مخاطر الوفاة الناجمة عن الحالات التنفسية المرضية.
تقليل مخاطر الوفاة الناجمة عن العدوى.
تحسين مهارات التكيف خلال الأوقات الصعبة وأوقات التوتر.