يحتل مرض التوحد المرتبة العاشرة بين أكبر المشكلات الصحية التي يعاني منها الشباب تحت سن العشرين، وتقول دراسة جديدة، نشرت مؤخرًا في مجلة (The Lancet Psychiatry)، أن ما يقرب من 62 مليون شخص في عام 2021 أصيبوا باضطراب طيف التوحد، واستنتج فريق البحث بقيادة داميان سانتومورو، الأستاذ المساعد المنتسب إلى معهد مقاييس الصحة والتقييم بجامعة واشنطن، أن “واحدًا من كل 127 فردًا في جميع أنحاء العالم في عام 2021 كان مصابًا بالتوحد، ما يضع طيف التوحد ضمن الأسباب العشرة الأولى للعبء الصحي غير المميت للأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا”.
أهمية تشخيص مرض التوحد
وتظهر هذه الأرقام مدى أهمية تشخيص مرض التوحد في وقت مبكر من حياة الطفل، حتى يتمكن من تلقي العلاج الذي سيساعده طوال حياته، وقال ديفيد بوم، وهو مساعد تدريس في ألمانيا، في مقال كتبه، إن الأطفال المصابين بالتوحد قد يجدون العطلات مثل عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة صعبة.
وأضاف: “عندما يتعلق الأمر بعيد الميلاد، في هذا الوقت من العام المليء بالضوضاء والملون، فإن الأصوات والروائح والضيوف في المنزل والتغييرات في الروتين والمناظر الطبيعية يمكن أن تكون مجهدة ومخيفة بالنسبة للطفل المصاب بالتوحد”.
اقرأ أيضًا: الدكتور وليد هندي يكشف لـ”شهد كلينك”: طرق بسيطة لترويض التوحد
معدل الإصابة بالتوحد بين الذكور والإناث
وأضاف الباحثون أن معدل الإصابة بمرض التوحد بين الذكور هو ضعف المعدل بين الإناث، حيث يبلغ 1065 حالة لكل 100 ألف ذكر، مقارنة بـ 508 حالات لكل 100 ألف أنثى، وهذا أقل من تقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الحالية، والتي تؤكد أن التوحد أكثر شيوعًا بين الأولاد بنحو 4 مرات من البنات، وتوصلت الدراسة أيضًا إلى أن معدلات الإصابة بالتوحد تنخفض مع تقدم العمر.
وفي بيان صحفي صادر عن جامعة واشنطن، خلص الباحثون إلى أن “معالجة العبء الصحي العالمي الناجم عن اضطراب طيف التوحد يتطلب إعطاء الأولوية للموارد اللازمة لبرامج الكشف المبكر، بما في ذلك أدوات التشخيص المحسنة – وخاصة للبالغين وأولئك الذين يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل مع وصول محدود إلى الرعاية، ودعم مقدمي الرعاية، والخدمات المصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات المتطورة للأفراد المصابين بالتوحد طوال حياتهم”.