كتبت: نرمين حسين
توصل باحثون في جامعة أكسفورد إلى طريقة علاج جديدة لنوبات الربو الخطيرة ومرض الانسداد الرئوي المزمن، ووصفوها بأنها ستكون تغييرًا جذريًا وأول قفزة في العلاج منذ 50 عامًا.
عقار بنراليزوماب لعلاج نوبات الربو الخطيرة والانسداد الرئوي المزمن
ووفقًا لما ذكرته صحيفة إندبندنت، فإن عقار بنراليزوماب الجديد هو جسم مضاد وحيد النسيلة يستهدف خلايا الدم البيضاء المحددة لتقليل التهاب الرئة، ويُستخدم حاليًا كعلاج متكرر للربو الشديد بجرعة منخفضة، ولكن أظهرت تجربة سريرية جديدة أن جرعة أعلى يمكن أن تكون فعّالة للغاية إذا تم حقنها أثناء تفاقم المرض.
وأكد الباحثون أن عقار بنراليزوماب يعتبر دواء آمنًا وفعّالًا، وهو يُستخدم بالفعل لعلاج الربو الشديد، ويمكن إدارته بأمان في المنزل أو في عيادة الطبيب العام، بل وحتى في قسم الطوارئ.
وأضاف العلماء في “كينجز كوليدج” أن الستيرويدات قد يكون لها آثار جانبية خطيرة مثل زيادة خطر الإصابة بمرض السكري وهشاشة العظام، ما يجعل التحول إلى بنراليزوماب خيارًا واعدًا يوفر فوائد هائلة.
علاج الربو لم يتغير منذ 50 عامًا
وقالت الباحثة الرئيسية، البروفيسورة منى بافضل من كينجز كوليدج، إن علاج الربو وتفاقم مرض الانسداد الرئوي المزمن لم يتغير منذ 50 عامًا، رغم أنهما يتسببان في 3.8 مليون حالة وفاة سنويًا في جميع أنحاء العالم.
وشملت التجربة السريرية التي نُشرت في مجلة لانسيت للطب التنفسي 158 شخصًا احتاجوا إلى رعاية طبية في أقسام الطوارئ بسبب نوبات الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، وتم إجراء فحص دم سريع للمرضى لتحديد نوع الهجوم الذي يعانون منه، حيث كان أولئك الذين يعانون من “تفاقم الحمضات” (وهي نوع من خلايا الدم البيضاء) هم الأكثر ملاءمة للعلاج.
50% من نوبات الربو عبارة عن تفاقمات حمضية
ويقول العلماء إن حوالي 50% من نوبات الربو هي تفاقمات حمضية، كما يحدث ذلك في 30% من نوبات مرض الانسداد الرئوي المزمن وفي التجربة السريرية التي قادتها كلية كينجز لندن وأُجريت في مستشفيات جامعة أكسفورد ومؤسسة الخدمات الصحية الوطنية، تم تقسيم المرضى عشوائيًا إلى ثلاث مجموعات.
وتلقت إحدى المجموعات حقنة “بنراليزوماب” وأقراصًا وهمية، بينما تلقت مجموعة أخرى العلاج القياسي (ستيرويدات بريدنيزولون 30 مجم يوميًا لمدة 5 أيام) وحقنة وهمية، وتلقت المجموعة الثالثة حقنة “بنراليزوماب” مع الستيرويدات.
وبعد مرور 28 يومًا، تبين أن الأعراض التنفسية مثل السعال والصفير وضيق التنفس والبلغم تحسنت بشكل أفضل لدى الأشخاص الذين تناولوا “بنراليزوماب”، وبعد 90 يومًا، كان عدد الأشخاص في مجموعة “بنراليزوماب” الذين فشلوا في العلاج أقل بأربع مرات مقارنةً بمن تلقوا الستيرويدات.