ليس البشر هم الوحيدين الذين يفقدون خطوة أو خطوتين من الدماغ مع تقدمهم في السن، إذ تبدأ نماذج الذكاء الاصطناعي في إظهار علامات ضعف إدراكي خفيف مع تقدم العمر، بحسب دراسة جديدة نُشرت في 20 ديسمبر في مجلة (BMJ)، وتميل الإصدارات القديمة من برامج المحادثة الآلية، مثل المرضى الأكبر سنًا، إلى تحقيق أداء أسوأ في اختبارات القدرة الإدراكية.
نماذج الذكاء الاصطناعي تعاني ضعف الإدراك
“ليس من المرجح أن يتم استبدال علماء الأعصاب بنماذج لغوية كبيرة في أي وقت قريب فحسب، بل تشير نتائجنا إلى أنهم قد يجدون أنفسهم قريبًا يعالجون مرضى جددًا افتراضيين – نماذج الذكاء الاصطناعي التي تعاني من ضعف الإدراك”، كتب فريق بحثي بقيادة الدكتور روي ديان، عالم الأعصاب في الجامعة العبرية في القدس، وفي هذه الدراسة، قام الباحثون بتقييم القدرات المعرفية لبرامج الذكاء الاصطناعي الرائدة المتاحة للجمهور، والتي تسمى أيضًا “نماذج اللغة الكبيرة”، واستجابت برامج الذكاء الاصطناعي لأسئلة من اختبار تقييم مونتريال الإدراكي (MoCA)، وهو اختبار قياسي يستخدم للتحقق من علامات شيخوخة الدماغ و الخرف المبكر لدى كبار السن، وقال الباحثون إن الحد الأقصى للدرجة في الاختبار هو 30 نقطة، حيث تعتبر الدرجة 26 أو أكثر طبيعية بشكل عام.
اقرأ أيضًا: باستخدام الذكاء الاصطناعي.. طريقة مبتكرة لتحديد نوع أورام الكبد
نتائج اختبار مونتريال على الذكاء الاصطناعي
وأظهرت النتائج أن برنامج (ChatGP 4) حصل على أعلى الدرجات في الاختبار، حيث حصل على 26 من 30، وحصل برنامج (Claude 3.5 Sonnet) على 25 درجة، بينما حصد (Gemini) على 1.0 16 درجة فقط، وكتب الباحثون: “لم ينجح أي من نماذج اللغة الكبيرة في اجتياز اختبار مونتريال الإدراكي، على حد تعبير أحد الرؤساء الأمريكيينن وكان أداء جميع برامج الذكاء الاصطناعي ضعيفًا في المهارات البصرية المكانية والمهام التنظيمية، مثل ربط الأرقام والحروف بترتيب تصاعدي.
وفي الواقع، فإن هذا النمط من التدهور يشبه ما يحدث لدى المرضى البشر الذين يعانون من ضمور القشرة الخلفية، وهو أحد أشكال مرض الزهايمر، وتؤكد هذه العيوب على المعركة الشاقة التي ستواجهها الذكاء الاصطناعي في محاولة استبدال الأطباء البشريين، كما أن هذه النتائج تتحدى الافتراض القائل بأن الذكاء الاصطناعي سيحل قريبًا محل الأطباء البشريين”، كما خلص فريق البحث.