في خطوة واعدة نحو تحسين علاج السمنة، أعلنت شركة “نوفو نورديسك”، الشركة المصنعة لدواء “أوزمبيك” الشهير، عن تطوير مركب جديد يجمع بين تأثيرات هرمون (GLP-1) وهرمون “اللبتين”، ليحقق نتائج مثيرة في فقدان الوزن وقمع الشهية لدى الفئران، ويعتمد “أوزمبيك” في عمله على محاكاة هرمون (GLP-1)، الذي يعزز الشعور بالشبع من خلال إبطاء عملية الهضم، أما المركب الجديد، فيضيف إلى هذه الآلية دور هرمون “اللبتين”، الذي يُفرز من الخلايا الدهنية ويرسل إشارات إلى الدماغ بالتوقف عن تناول الطعام بعد تخزين كميات كافية من الطاقة.
فقدان وزن أكبر
ووفقا للورقة البحثية المنشورة في مجلة (Science Translational Medicine)، أظهرت التجارب أن الجمع بين تأثيرات (GLP-1) واللبتين أدى إلى فقدان وزن أكبر لدى الفئران مقارنة باستخدام (GLP-1) أو “اللبتين” وحدهما، وأكد الباحثون أن هذا النهج المركب قد يفتح الباب أمام علاجات أكثر فعالية للسمنة.
علاج السمنة.. استهداف خلايا عصبية
واعتمدت الدراسة على استهداف خلايا عصبية محددة في أدمغة الفئران، ثبت أنها تستجيب بشكل متكامل لإشارات (GLP-1) واللبتين، كما أظهرت التجارب وجود خلايا عصبية مشابهة في قردة “المكاك”، ما يعزز إمكانية تطوير العلاج ليشمل البشر مستقبلاً.
وأوضح “راندي سيلي”، أستاذ الجراحة والطب الداخلي وعلوم التغذية في جامعة “ميشيغان”، أن الهدف الأساسي للدراسة كان إثبات إمكانية تحقيق فقدان الوزن باستخدام “اللبتين” مع أدوية (GLP-1)، خاصة في الحالات التي لا يكون فيها اللبتين فعالًا بمفرده، مضيف: “لم تهدف الدراسة إلى تقييم فعالية هذا العلاج في البشر، لكنها تفتح المجال لتطوير استراتيجيات جديدة لعلاج السمنة”.
فيما لا تزال هناك حاجة إلى دراسات مستقبلية لتحديد جدوى العلاج على البشر، يعمل الباحثون على تطوير نسخة من المركب الجديد يمكن استخدامها كحقنة يومية، ويأملون أن يقدم هذا العلاج بديلاً أكثر فعالية للأدوية الحالية، مع استهداف دقيق لمستقبلات محددة في الدماغ تقلل من تناول الطعام وتدعم فقدان الوزن، وعليه تساعد في علاج السمنة بشكل فعال.