في خطوة علمية رائدة، كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة بورتلاند الحكومية بالولايات المتحدة أن الأطفال يمكنهم تكوين الذكريات بعمر عام فقط، وهو اكتشاف يعيد النظر في فهمنا لتطور الدماغ البشري في مرحلة الطفولة المبكرة، كما أن الدراسة قدّمت أدلة ملموسة على قدرة الأطفال الرضع على تذكر تفاصيل وأحداث حدثت لهم عند بلوغهم عمر 12 شهرًا.
هل يمكن تكوين الذكريات بعمر عام؟
الباحثون استخدموا تقنية متطورة لقياس نشاط الدماغ تُعرف باسم تخطيط الدماغ المغناطيسي (MEG)، حيث خضع أكثر من 50 طفلًا رضيعًا لهذه الفحوص أثناء تعرّضهم لمشاهد ومواقف مألوفة، وبعد مرور فترة، تم قياس استجابتهم العصبية مرة أخرى لنفس المشاهد، وكانت النتائج مذهلة: أظهر 70% من الأطفال استجابة دماغية تُشير إلى تعرفهم على هذه التجارب، ما يُثبت قدرتهم على تكوين الذكريات بعمر عام.
أهمية النتائج في علم النفس
يقول الدكتور تيم بير، أستاذ علم النفس بجامعة بورتلاند: “هذه النتائج تغيّر مفاهيمنا حول متى يبدأ الطفل في تذكر تجاربه، وتفتح آفاقًا جديدة لفهم كيفية بناء العلاقات والهوية من عمر مبكر”، كما أشار إلى أن النتائج قد تساعد في تحسين طرق التعليم والرعاية في السنوات الأولى من عمر الطفل.
اقرأ أيضًا: من أجل علاج السمنة.. دراسة تكشف سر العلاقة بين الذكريات وزيادة الوزن
الذاكرة والبيئة المحيطة
الدراسة أظهرت أيضًا أن البيئة العاطفية والاجتماعية التي يعيش فيها الطفل تؤثر بشكل مباشر على جودة الذاكرة، الأطفال الذين نشأوا في بيئة مستقرة ومليئة بالتفاعل الحسي والعاطفي أظهروا نشاطًا دماغيًا أقوى، مما يؤكد أن تكوين الذكريات بعمر عام يرتبط أيضًا بالحب والرعاية والانتباه.
مستقبل الأبحاث في هذا المجال
يتوقع الباحثون أن هذه النتائج ستدفع نحو مزيد من الدراسات حول ذاكرة الرضع، وربما تؤثر على السياسات التعليمية ومناهج رياض الأطفال، كما أن هذه الدراسة قد تساهم في فهم أعمق لاضطرابات النمو والذاكرة عند الأطفال.