كشفت دراسة حديثة، أجراها علماء من معهد فان أندل، أن خطر الإصابة بالسرطان قد يبدأ حتى قبل أن يولد الشخص، وحددت النتائج، التي نشرت في مجلة (Nature Cancer)، حالتين وراثيتين متميزتين تنشآن أثناء التطور وترتبطان بخطر الإصابة بالسرطان، وترتبط إحدى هذه الحالات بانخفاض خطر الإصابة مدى الحياة في حين ترتبط الحالة الأخرى بارتفاع خطر الإصابة مدى الحياة، وإذا تطور السرطان في حالة الخطر المنخفض، فمن المرجح أن يكون ورمًا سائلاً، مثل سرطان الدم أو الليمفوما، أما إذا تطور في حالة الخطر الأعلى، فمن المرجح أن يكون ورمًا صلبًا، مثل سرطان الرئة أو سرطان البروستاتا.
اكتشاف السرطان
وقال الدكتور جيه أندرو بوسبيسيليك، رئيس قسم علم الوراثة في معهد فيرجينيا للتكنولوجيا والمؤلف المشارك في الدراسة: “نظرًا لأن معظم أنواع السرطان تحدث في وقت لاحق من الحياة وتُفهم على أنها أمراض ناتجة عن الطفرة أو الوراثة، لم يكن هناك تركيز عميق على كيفية تأثير التطور على خطر الإصابة بالسرطان، لقد غيرت نتائجنا ذلك، إن تحديدنا لهاتين الحالتين المختلفتين من الناحية الجينية يفتح الباب أمام عالم جديد تمامًا من الدراسة حول أساسيات السرطان.”
اقرأ أيضًا: ثورة في مكافحة الأورام.. لقاح ضد السرطان باستخدام الذكاء الاصطناعي
الإصابة بالسرطان مع التقدم في السن
ويزداد خطر الإصابة بالسرطان مع تقدم الأشخاص في السن، وذلك بسبب تراكم تلف الحمض النووي وعوامل أخرى، ومع ذلك، لا تتحول كل خلية غير طبيعية إلى سرطان، ففي السنوات الأخيرة، حدد العلماء تأثيرات أخرى، مثل الأخطاء الجينية، كمسببات إضافية للسرطان، ويشمل علم الوراثة فوق الجينية عمليات تؤثر على كيفية وتوقيت تنفيذ التعليمات الموجودة في الحمض النووي، ويمكن أن تؤدي المشاكل المتعلقة بالجينات الوراثية إلى تعطيل عمليات مراقبة جودة الخلايا، ما يسمح للخلايا المريضة بالبقاء والانتشار.
وفي دراستهم، وجد بوسبيسيليك وزملاؤه أن الفئران التي تحتوي على مستويات منخفضة من الجين Trim28 يمكن أن يكون لديها أحد نمطين من العلامات الجينية على الجينات المرتبطة بالسرطان، على الرغم من كونها متطابقة من نواح أخرى، وتتشكل هذه الأنماط أثناء النمو، وتحدد قوة الأنماط أي من حالتي خطر الإصابة بالسرطان.
وقالت الدكتورة إيلاريا بانزيري، وهي باحثة علمية في مختبر بوسبيسيليك والمؤلفة الأولى والمشارك في الدراسة: “كل شخص لديه مستوى ما من المخاطر، ولكن عندما يظهر السرطان، نميل إلى التفكير فيه باعتباره مجرد سوء حظ، ومع ذلك، فإن سوء الحظ لا يفسر بشكل كامل لماذا يصاب بعض الناس بالسرطان ولا يصاب به آخرون، والأمر الأكثر أهمية هو أنه لا يمكن استهداف سوء الحظ للعلاج، ومن ناحية أخرى، يمكن استهداف علم الوراثة فوق الجينية، وتظهر نتائجنا أن جذور السرطان قد تبدأ خلال الفترة الحساسة من التطور، مما يوفر منظورًا جديدًا لدراسة المرض وخيارات جديدة محتملة للتشخيص والعلاج”.
وتوصل الفريق إلى أدلة على وجود حالتين وراثيتين في جميع أنسجة الجسم، مما يشير إلى أن خطر التطور الوراثي قد يكون مشتركًا بين أنواع السرطان.