كشفت دراسة حديثة عن أرقام صادمة بشأن حقيقة مريرة وهي أن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يفكرون في الانتحار يعانون من ألم مزمن، فهل الألم الجسدي هو السبب الوحيد؟ أم أن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا حاسمًا؟
تعد أفكار الانتحار شائعة بين الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن، وهو الألم الذي يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر، وفقًا لتعريف عيادة كليفلاند.
ووفقًا لمراجعة نشرت في مجلة Progress in Neuro-Psychopharmacology and Biological Psychiatry حول العلاقة بين الألم المزمن وخطر الانتحار، فإن احتمالية التفكير في الانتحار أو محاولة الانتحار أو الموت به تكون أعلى بمقدار الضعف على الأقل لدى المصابين بالألم المزمن مقارنةً بمن لا يعانون منه. حيث أظهرت الدراسات أن نصف الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن قد فكروا في الانتحار.
العلاقة بين الألم المزمن والانتحار
يؤثر الاكتئاب على حوالي 5% من السكان بشكل عام، لكنه يصل إلى 45% من المصابين بالألم المزمن، وفقًا لدراسة نشرت في مجلة Ochsner حول العلاقة بين الألم والصحة العقلية.
فكيف يرتبط الألم المزمن بالانتحار؟
يختلف رد فعل كل شخص تجاه الألم. يقول الدكتور ليو شير، أستاذ الطب النفسي في كلية إيكان للطب في مدينة نيويورك: “بالنسبة لبعض الأشخاص، حتى الألم المزمن الخفيف نسبيًا قد يكون مدمرًا. قد يصاب هذا الشخص بالاكتئاب ويصل إلى فكرة الانتحار، بينما يمكن لشخص آخر أن يتحمل الألم الشديد دون أن تنتابه أي أفكار انتحارية”.
غالبًا ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من ألم مزمن طويل الأمد، وخاصة أولئك الذين لا يجدون علاجًا فعالًا، بالوقوع في فخ أو بعدم القدرة على تغيير وضعهم، ويبدأون في القلق بشأن عدم وجود حل حقيقي للألم، ما قد يدفعهم إلى الاعتقاد أن الانتحار هو الخيار الأكثر قابلية للتطبيق، وهذا ينطبق بشكل خاص على حالات مثل الألم العضلي الليفي، التي تفتقر إلى حلول علاجية سريعة أو فعّالة.
كيف تدعم شخصًا يعاني من الألم المزمن؟
إذا كان لديك صديق أو أحد أفراد العائلة يعاني من ألم مزمن، فإن أول خطوة للمساعدة هي الفهم، ويجب أن تدرك أن هذه مشكلة طويلة الأمد قد لا يكون لها حل سريع أو سهل، ويمكنك العمل مع الشخص المتألم للبحث عن طرق لتقليل آلامه، وتقديم الدعم العاطفي، ومساعدته على الشعور بأن بإمكانه أن يكون مشاركًا نشطًا في الحياة على الرغم من معاناته، وفقًا لموقع Health Central.