كشفت دراسة دولية حديثة عن دور الجينات في تحديد مدى حبنا لتناول الحلويات، وأظهرت النتائج أن اختلافات جينية تؤثر على قدرة بعض الأشخاص على هضم السكريات، ما ينعكس على استهلاكهم للأطعمة الحلوة وتفضيلهم لها.
الجينات وتأثيرها على تفضيل الحلويات
ويرتبط هذا التفاوت الجيني بجين يُعرف باسم “السكراز-إيزومالتاز” (SI)، المسؤول عن إنتاج إنزيم يساهم في تحطيم السكروز (السكر العادي) والمالتوز (سكر موجود في الحبوب) إلى سكريات بسيطة يمكن امتصاصها في الأمعاء الدقيقة.
الطفرات الجينية وتأثيرها على استهلاك السكريات
أشارت الدراسة إلى أن الطفرات الجينية في جين SI قد تؤدي إلى صعوبة في هضم السكروز والمالتوز، هذه المشكلة شائعة لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون العصبي، الذين يميلون إلى امتلاك نسخ معيبة من هذا الجين.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون من طفرات في جين SI يستهلكون كميات أقل من الأطعمة الغنية بالسكروز مقارنةً بأولئك الذين يمتلكون نسخة سليمة من الجين.
دراسة عالمية تكشف الحقائق
اعتمد الباحثون في دراستهم على تجارب أجريت على فئران تفتقر إلى جين SI، حيث أظهرت الفئران تفضيلًا أقل للأطعمة السكرية، لاحقًا، توسع البحث ليشمل أكثر من 6000 شخص في غرينلاند و135 ألف شخص من المملكة المتحدة.
وأكدت النتائج أن الأشخاص الذين يفتقرون إلى القدرة على هضم السكروز يميلون إلى تناول كميات أقل من الحلويات.
أمل جديد في الحد من استهلاك السكريات
صرح الدكتور بيتر ألديز، قائد الدراسة من جامعة نوتنغهام، بأن “التباين الجيني في هضم السكروز قد يفتح الباب أمام استراتيجيات جديدة لتقليل استهلاك السكريات على مستوى السكان”.
ويأمل الباحثون أن تسهم هذه الاكتشافات في تقليل الاعتماد المفرط على السكر، الذي يرتبط بمخاطر صحية خطيرة تشمل السمنة، أمراض القلب، السكري، وحتى السرطان.
الحلويات بين المتعة والمخاطر
فيما يظل تناول الحلويات متعة لا يمكن للكثيرين الاستغناء عنها، فإن هذا البحث قد يمهد الطريق لفهم أعمق للعوامل الجينية التي تؤثر على تفضيلنا للسكريات، كما يعزز أهمية الاعتدال في استهلاك السكر لحماية الصحة العامة.