توصلت دراسات حديثة إلى أنّ نسبة الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب تتراوح بين 1.5% و5% من سكان العالم، لكن معظم هذه الحالات تمر دون تشخيص لدى العديد من الأشخاص، نظرًا لغياب الأعراض الواضحة، والذي يشكل تحديًا كبيرًا أمام التقديرات الدقيقة لعدد المصابين، ما يؤكد الحاجة إلى الكشف المبكر والوعي بالمخاطر المرتبطة بهذه الحالة القلبية.
ويسمى عدم انتظام ضربات القلب “خلل النظم” وهو عبارة عن نبضات غير طبيعية، يمكن أن تبدأ في أجزاء مختلفة من القلب وقد تكون سريعة جدًا أو بطيئة أو غير منتظمة.
وفي العادة، ينبض القلب بطريقة منظمة ومنسقة، لكنه يتأثر بالمشكلات الصحية التي تطرأ عليه، ويختل إيقاع نبضاته بطريقة تعيق عملية إمداد الجسم بالدم والعناصر الغذائية الضرورية والأكسجين.
أنواع عدم انتظام ضربات القلب
هناك أنواع مختلفة من عدم انتظام ضربات القلب التي تتسبب في مشكلات صحية خطيرة، وأكثرها شيوعًا:
الرجفان الأذيني: هو اضطراب نظم القلب الأكثر شيوعًا، وغالبًا ما يكون سريعًا.
تسرع القلب فوق البطيني: هو إيقاع سريع جدًا للقلب، بسبب عدم انتقال النبضات الكهربائية بشكل طبيعي من الغرف العلوية للقلب إلى الغرف السفلية.
الرفرفة الأذينية: هي عادة إيقاع سريع للقلب حيث تنقبض حجرات القلب العلوية بمعدل سريع للغاية مقارنة بالحجرات السفلية، ويمكن أن يتسبب هذا في نبضات الحجرات العلوية بسرعة كبيرة، وأحيانًا تصل إلى 300 نبضة في الدقيقة.
أعراض عدم انتظام ضربات القلب
وتعتمد أعراض عدم انتظام ضربات القلب، على الحالة الصحية للمريض والتاريخ المرضي له وشدة الإصابة، وتتضمن ما يلي:
- الإغماء
- خفقان القلب (إحساس بالخفقان في صدرك)
- دوخة.
- الشعور وكأنك قد تفقد الوعي.
- ضيق التنفس.
- انزعاج في الصدر.
- شعور بالتعب.
أسباب عدم انتظام ضربات القلب
وفي بعض الأحيان يعاني المرضى من عدم انتظام ضربات القلب حتى لو كان قلبهم سليمًا، نتيجة الإصابة ببعض الأمراض الأخرى، أو تناول أدوية ذات تأثيرات جانبية، والتي تشمل:
- مرض قلبي.
- التوازن الخاطئ للشوارد (مثل الصوديوم أو البوتاسيوم) في الدم.
- إصابة القلب أو التغيرات مثل انخفاض تدفق الدم أو تصلب أنسجة القلب.
- عملية الشفاء بعد جراحة القلب.
- العدوى أو الحمى.
- بعض الأدوية، بما في ذلك مضادات الاكتئاب ومزيلات الاحتقان وأدوية ارتفاع ضغط الدم.
- مشاكل في الإشارات الكهربائية في قلبك.
- العواطف القوية أو التوتر أو المفاجأة.
- الأشياء الموجودة في حياتك اليومية مثل الكحول والتبغ والكافيين أو ممارسة الرياضة.
- السكري.
- ضغط دم مرتفع.
- عدوى كوفيد-19.
- انقطاع التنفس أثناء النوم.
- مشاكل في الغدة الدرقية.
- القلق.
- اعتلال عضلة القلب.
- تغيرات في مستويات الهرمونات.
- مضاعفات عدم انتظام ضربات القلب
ويمكن أن يؤدي عدم انتظام ضربات القلب إلى مضاعفات خطيرة، حال عدم تناول الأدوية المناسبة، مثل:
- إضعاف عضلة القلب (اعتلال عضلة القلب).
- توقف القلب.
- سكتة دماغية.

عوامل الخطر الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب
تشمل عوامل الخطر للإصابة بعدم انتظام ضربات القلب ما يلي:
- استخدام منتجات التبغ.
- شرب الكحول.
- تناول المشروبات والأطعمة التي تحتوي على الكافيين.
- تناول المنشطات مثل أدوية البرد أو المكملات العشبية.
- وجود ارتفاع في ضغط الدم.
- وجود مؤشر كتلة الجسم أعلى من 30.
- ارتفاع نسبة السكر في الدم.
- انقطاع التنفس أثناء النوم.
الوقاية من عدم انتظام ضربات القلب
ولا يمكن دائمًا منع حدوث عدم انتظام ضربات القلب، لكن الفحوصات المنتظمة مع الطبيب تساعد على تجنب حدوث المزيد من مشاكل عدم انتظام ضربات القلب، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة إخبار المشرف على الحالة بجميع أنواع الأدوية التي يتناولها المريض، نظرًا لأن بعض أدوية البرد والسعال تعطي أحيانًا نتائج سلبية.
ويوصي الأطباء باتباع أنظمة غذائية صحية عن طريق تناول الكثير من الفواكه والخضروات والأسماك والبروتينات النباتية، مع تجنب الدهون المشبعة والمتحولة، واتباع النصائح والوقائية والتي تشمل:
- حافظ على الكوليسترول وضغط الدم تحت السيطرة.
- لا تدخن.
- حافظ على وزن صحي.
- مارس الرياضة بانتظام.
- قم بإدارة التوتر.
- قلل من تناول الكحول والكافيين.
علاج عدم انتظام ضربات القلب
ويعتمد العلاج على نوع ودرجة عدم انتظام ضربات القلب، وفي بعض الحالات، لا يكون العلاج ضروريًا، لكن في الكثير من الأحيان تشمل خيارات العلاجات ما يلي:
الأدوية
ويمكن علاج عدم انتظام ضربات القلب بالعديد من الأدوية، التي تحول اضطراب النظم إلى إيقاع جيبي طبيعي، أو تمنع حدوث الخلل، إلى جانب العقاقير التي تتحكم في معدل ضربات القلب، وكذلك مضادات التخثر مثل الوارفارين أو الأسبرين، التي تقلل من خطر تكوّن جلطات الدم.
تغييرات نمط الحياة
وتساعد التغييرات البسيطة في أسلوب الحياة، في علاج عدم انتظام ضربات القلب، والوقاية منه، وتتضمن ما يلي:
- إدارة ضغط الدم ومستويات السكر في الدم.
- تجنب منتجات التبغ.
- التقليل من تناول الكحول.
- تجنب الكافيين والمنبهات.
- العمل نحو الوزن الصحي.
العلاجات
وبالإضافة إلى الأدوية، يحتاج بعض الأشخاص إلى علاجات لعلاج أو القضاء على عدم انتظام ضربات القلب، والتي تشمل:
تقويم نظم القلب: نبضة كهربائية تعمل على مزامنة قلبك وتسمح له بالعودة إلى إيقاعه الطبيعي.
الاستئصال بالقسطرة: ترسل القسطرة طاقة كهربائية عالية التردد إلى منطقة صغيرة من الأنسجة داخل القلب “لفصل” مسار الإيقاع غير الطبيعي، ويمكن للاستئصال علاج معظم حالات الرجفان الأذيني فوق البطيني، والرجفان الأذيني، وبعض حالات تسرع القلب الأذيني والبطيني .
عزل الوريد الرئوي: هذا النوع من الاستئصال يخلق حلقات من الندبات لعزل المناطق التي قد تسبب الرجفان الأذيني، ويمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذيني المتكرر أو الانتيابي أو المستمر.
الجراحة
ويحتاج بعض الأشخاص الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب إلى إجراء جراحة، لأي من الأسباب التالية:
علاج أمراض القلب التي قد تكون سببًا في عدم انتظام ضربات القلب، بما في ذلك جراحة الصمام أو جراحة مجازة الشريان التاجي.
ويمكن إجراء “المتاهة” لتصحيح الرجفان الأذيني، الذي لا يستجيب للأدوية أو طرق العلاج غير الجراحية.
وفي بعض الحالات، يضع الطبيب أقطاب تنظيم ضربات القلب البطينية (أسلاك صغيرة) على قلبك، باستخدام تقنيات جراحية أو قليلة التدخل.
الأجهزة
وأحيانًا يلجأ الطبيب إلى إدخال أجهزة معينة أثناء إجراء جراحة في مختبر كهربية القلبة لعلاج عدم انتظام ضربات القلب، وتشمل:
جهاز تنظيم ضربات القلب الدائم: يرسل هذا الجهاز نبضات كهربائية صغيرة إلى عضلة القلب للحفاظ على معدل ضرباتها الطبيعي، ومنع قلبك من النبض ببطء شديد.
جهاز تنظيم ضربات القلب القابل للزرع: يراقب هذا الجهاز إيقاع قلبك باستمرار، وعندما يكتشف إيقاعًا سريعًا جدًا وغير طبيعي للقلب، فإنه يوصل الطاقة إلى عضلة قلبك لجعلها تنبض بإيقاع طبيعي، ويعالج هذا الجهاز تسرع القلب البطيني والرجفان البطيني، وهما إيقاعان قلبيان يهددان الحياة.
أجهزة تنظيم ضربات القلب ومزيلات الرجفان ثنائية البطين (وتسمى أيضًا علاج إعادة مزامنة القلب أو CRT): تساعد هذه الأجهزة على مزامنة انقباض البطين الأيسر.
وبالإضافة إلى الأقطاب الكهربائية التي تذهب إلى الجانب الأيمن من قلبك، فإنها تحتوي على سلك كهربائي يذهب إلى البطين الأيسر، وقد يحتاج الأشخاص المصابون بقصور القلب وانقباضات البطين الأيسر غير المنسقة إلى ذلك.