تعتبر أسطورة التشاؤم من الرقم 13 جزءاً من ثقافات متعددة عبر التاريخ، وتزداد حدة عندما يتزامن هذا الرقم مع يوم الجمعة. يعود هذا التشاؤم إلى معتقدات قديمة توارثتها الأجيال عبر العديد من الثقافات، ويؤمن البعض أن الرقم 13 يحمل طاقة سلبية قد تؤدي إلى الحظ السيئ، مما يدفع البعض إلى اتخاذ تدابير لتجنب أي نشاط في هذا اليوم، خاصة الصفقات التجارية.
خسائر بملايين الدولارات
لا يقتصر التشاؤم من الرقم 13 على المعتقدات الشخصية، بل يمتد إلى الاقتصاد. فقد أظهرت دراسات أن الاقتصاد الأمريكي يخسر ما بين 75 مليون دولار إلى مليار دولار عندما يصادف يوم الجمعة الثالث عشر، وذلك نتيجة لإحجام العديد عن السفر أو إبرام العقود في هذا اليوم. وتؤكد استطلاعات الرأي أن 20% من الأوروبيين يتجنبون الأنشطة الهامة في هذا اليوم، مما يعني أن الخسائر الاقتصادية تتكرر في دول أخرى بشكل مشابه.
الخوف المرضي من الجمعة 13
يشير أطباء النفس إلى أن الخوف من الجمعة الذي يصادف يوم 13 يشكل مرضاً نفسياً يعرف باسم “باراسكافيديكاتريفوبيا”. وتظهر أعراض هذا الاضطراب النفسي في عدة صور؛ ففي الحالات البسيطة يشعر الشخص بالقلق وعدم الارتياح، بينما تظهر في الحالات الشديدة نوبات هلع تعيق المصاب عن أداء أنشطته اليومية.
أصول التشاؤم.. من الرقم 12إلى حمورابي
يعود بعض المؤرخين لتفسير التشاؤم من الرقم 13 إلى ثقافات قديمة، حيث يُعتقد أن الرقم 12 يمثل كمالاً رمزياً في الحياة والطبيعة؛ فهو عدد شهور السنة، وساعات اليوم، وحتى الأبراج الفلكية. وهناك من يرى أن جذور التشاؤم تعود إلى قانون حمورابي، حيث يُقال أن الرقم 13 كان غائباً من القوانين التي تعود إلى عام 1750 قبل الميلاد.
تجنب الرقم 13 في المباني والمرافق العامة
لم يتوقف التشاؤم من الرقم 13 عند العصور القديمة، إذ تلاحظ خلو الرقم 13 من العديد من المباني الشاهقة في الولايات المتحدة، حيث غالباً ما يقفز الترقيم من الطابق 12 إلى الطابق 14. كما تغيب بوابة 13 في بعض المطارات حول العالم، وتتجنب بعض المستشفيات والفنادق استخدام الرقم 13 في أرقام الغرف أو الأجنحة.
شخصيات مشهورة تتجنب الرقم 13
من بين الشخصيات التي تتجنب الرقم 13 كان الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت الذي كان يتجنب الاجتماعات المكونة من 13 شخصاً، كما يُروى أن الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو كان يغادر أي مناسبة إذا تزامنت مع الرقم 13.
التشاؤم من الرقم 13.. هل له نهاية؟
في المقابل، لا يعير البعض هذا التشاؤم اهتماماً، وقد يتجاهلونه تماماً أو حتى يسخرون منه، ويرون أن التشاؤم مسألة شخصية قد تتعلق برموز أخرى مثل القطط السوداء أو أصوات الغربان.