حذّرت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الأخير من المخاطر الصحية المرتبطة بالاستهلاك المفرط للملح، وأوصت بضرورة تقليص كميات الملح في النظام الغذائي إلى أقل من 5 جرامات يوميًا، أي ما يعادل ملعقة صغيرة.
وأكدت المنظمة أن هذا التوجيه يشمل جميع مصادر الملح، سواء كان من الطعام الطبيعي أو الملح المضاف أثناء الطهي أو على المائدة.
ودعت إلى تقليل تناول الأطعمة المصنعة مثل الوجبات السريعة، المعلبات، والأطعمة الجاهزة، وهي المصادر الرئيسية للملح المضاف، مؤكدة أهمية زيادة الوعي حول مخاطر استهلاك الملح الزائد.
كما أشارت إلى ضرورة تشجيع الناس على اختيار الأطعمة ذات المحتوى المنخفض من الصوديوم، وتناول الأطعمة الطازجة مثل الخضروات والفواكه واللحوم الطازجة، التي تحتوي على كميات قليلة من الملح مقارنة بالأطعمة المعالجة.
وأوضحت المنظمة في تقريرها أن الملح يعد مكونًا أساسيًا في النظام الغذائي للإنسان، ويلعب دورًا حيويًا في تنظيم توازن السوائل والأملاح والحفاظ على ضغط الدم، ورغم فوائده، إلا أن استهلاكه بكميات مفرطة قد يؤدي إلى تأثيرات صحية سلبية خطيرة.
فوائد الملح
وأشار التقرير إلى أن الصوديوم، العنصر الرئيسي في الملح، ضروري للعديد من وظائف الجسم الحيوية. فهو يساعد في تنظيم توازن السوائل داخل الخلايا والأنسجة، مما يساهم في تنظيم ضغط الدم وحجم السوائل في الجسم، كما يلعب الصوديوم دورًا أساسيًا في إرسال الإشارات العصبية وتنظيم نشاط العضلات والأعصاب، بما في ذلك عضلة القلب.
وأضاف التقرير أن الصوديوم يساعد في امتصاص العناصر الغذائية الأخرى مثل البوتاسيوم والكالسيوم، ما يساهم في تحقيق التوازن بين هذه العناصر لضمان سير وظائف الجسم بشكل سليم.
أضرار استهلاك الملح الزائد
في المقابل، حذر التقرير من أن الاستهلاك المفرط للملح يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية الخطيرة، وأبرز هذه الأضرار يشمل ارتفاع ضغط الدم (Hypertension)، وهو من المخاطر الأكثر شيوعًا المرتبطة بتناول كميات كبيرة من الملح، ويسبب الصوديوم الزائد احتفاظ الجسم بالسوائل، ما يزيد من حجم الدم ويضع ضغطًا إضافيًا على الأوعية الدموية، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
كما أوضح التقرير أن ارتفاع ضغط الدم، يُعتبر من العوامل الرئيسية التي تساهم في الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، مشيرًا إلى أن تقليل استهلاك الملح يمكن أن يقلل بشكل كبير من مخاطر الإصابة بهذه الأمراض.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن الاستهلاك المفرط للملح يعزز من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ تشير الدراسات إلى أن تقليص كمية الملح في النظام الغذائي يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، السكتات الدماغية، وأمراض الكلى المزمنة.
تأثير الملح على الكلى والعظام
وحذّر التقرير من أن استهلاك كميات كبيرة من الملح يمكن أن يضغط على الكلى، التي تعمل على تصفية الصوديوم الزائد من الدم، وعلى المدى الطويل، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ضعف وظيفة الكلى، مما قد يؤدي إلى الفشل الكلوي.
كما أشار التقرير إلى أن الإفراط في تناول الملح قد يؤدي إلى فقدان الكالسيوم من العظام، ما يزيد من خطر الإصابة بـ هشاشة العظام، خصوصًا في كبار السن.
السمنة والملح
وحذّر التقرير من أن بعض الأبحاث تشير إلى أن الاستهلاك الزائد للملح يزيد من الشهية، ما يدفع الأفراد إلى تناول المزيد من الطعام والمشروبات السكرية، وهذا بدوره يساهم في زيادة خطر الإصابة بالسمنة، إذ يعزز الملح الرغبة في تناول الطعام بكميات أكبر.