اقرأ أيضًا
تشير دراسة نشرها موقع “ساينس أليرت” إلى أن التهويل ليس مجرد رد فعل عابر، بل هو نمط تفكير يمكن أن ينعكس بشكل سلبي على قراراتنا وسلوكنا. إذا كنت تسعى للتغلب على هذه المبالغة في التفكير، فهناك طرق مثبتة علمياً تساعدك على تحييد هذه العادة والعودة إلى تفكير أكثر عقلانية.
“التهويل” وارتباطه بالقلق.. لماذا نتوقع الأسوأ؟
التهويل هو ميل الشخص إلى تصور أسوأ السيناريوهات الممكنة عندما يفكر في مواقف مستقبلية، ما يعزز مشاعر القلق والتوتر. وفقاً للدراسة، قد يتسبب هذا السلوك في تفاعلات عاطفية غير دقيقة تجاه الأحداث المستقبلية، ما يؤدي إلى اضطرابات في الصحة العقلية مثل القلق المفرط والاكتئاب.
عند التفكير في المستقبل، يبدأ الدماغ بخلق استجابات عاطفية تتنبأ بما قد يحدث، وغالباً ما تكون هذه التوقعات خاطئة. هذا الخلل في التوقعات يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات قهرية ومشاعر سلبية قد تؤثر بشكل كبير على حياتنا اليومية. إذا كنت تجد نفسك عائداً إلى التفكير السلبي بشكل متكرر، فإليك بعض الاستراتيجيات لمكافحة “التهويل” وتدريب عقلك على التركيز على الجوانب الإيجابية.
كيف تحارب “التهويل” وتخفف من تأثيره؟
- اتخذ قراراتك في الصباح
عند حلول الليل، تبدأ مستويات القلق والتوتر في الارتفاع، ما يجعلنا أكثر عرضة للتفكير الزائد. مع تراجع النشاط العقلي العقلاني وزيادة النشاط العاطفي في دماغنا، يصبح من السهل أن نتخيل أسوأ السيناريوهات. للتغلب على هذه الظاهرة، يُنصح بتأجيل اتخاذ القرارات المهمة إلى الصباح بعد استعادة الطاقة العقلية، حيث يكون الدماغ أكثر وضوحاً وقادراً على اتخاذ قرارات عقلانية. - مرّن ناقدك الداخلي على أن يكون أكثر تعاطفاً
في كثير من الأحيان، يكون التهويل مدفوعاً بنقد داخلي قاسي. لتقليل تأثير هذا النقد، عليك أن تعود نفسك على رؤية الأمور من زاوية أكثر تعاطفاً. حاول أن تسأل نفسك: “ماذا لو كان شخص آخر في مكاني؟ كيف يمكنه التعامل مع هذا الموقف بلطف؟” إعادة صياغة تفكيرك بطريقة إيجابية قد تساعد في تخفيف التوتر وتحقيق استجابة عقلانية. - اخترع قصة أفضل للمستقبل
بدلًا من تصور الأسوأ، حاول أن تخلق قصة إيجابية حول المواقف المستقبلية. على سبيل المثال، إذا كنت قلقًا بشأن تقديم عرض تقديمي مهم، تخيل كيف يمكن أن يسير الأمر بشكل جيد بدلاً من توقع الفشل. هذا التمرين العقلي لا يساعد فقط في تقليل القلق، بل يعزز من قدرتك على التعامل مع التحديات بثقة أكبر. - كن لطيفاً مع نفسك
أسوأ ما يمكن أن تفعله عندما تواجه التهويل هو أن تكون قاسيًا مع نفسك. عندما تندمج في أفكار سلبية، حاول أن تكون أكثر لطفًا مع ذاتك. تذكر أن القلق المفرط بشأن المستقبل يمكن أن يكون غير مبرر، ومعظم الأشياء التي نخشاها قد لا تحدث أبدًا. ممارسة التعاطف مع النفس يمكن أن تساعدك على التفكير بشكل أكثر هدوءاً وتجنب السيناريوهات الأسوأ التي يمكن أن تؤثر سلباً على صحتك العقلية.
كيف تخرج من دائرة “التهويل”؟
التهويل هو ظاهرة نفسية شائعة تؤثر على العديد من الأشخاص، لكنها ليست محكومة بالقدر. من خلال تبني استراتيجيات مثل اتخاذ القرارات في وقت لاحق، تدريب النقد الداخلي على التعاطف، اختراع سيناريوهات إيجابية، واللطف مع النفس، يمكنك كسر دائرة القلق المستمر. تذكر أن توقّع الأسوأ ليس إلا وسيلة للعيش في حالة من التوتر المستمر. يمكن لعقلك أن يتعلم كيفية التحكم في هذا النوع من التفكير، مما يتيح لك فرصة أكبر للاستمتاع بالحياة وتقليل القلق المفرط.