الإنجاب بعد الأربعين أصبح موضوعًا مثيرًا للجدل والاهتمام في الأوساط العربية، تتداول العديد من النساء قصصًا عن الحمل والإنجاب بعد سن الأربعين، فهل هذه التجارب قابلة للتكرار؟ وهل يتأثر الإنجاب في هذا العمر حقًا كما يشاع؟ هذا ما يرصده موقع شهد في التقرير التالي.
هل يتأثر الإنجاب بعد سن الأربعين؟
تشير العديد من النساء في المنطقة العربية إلى قصص عن إنجاب أطفال في سن متقدمة، مثل عمتي التي أنجبت في سن الـ 45، وصديقتي التي رزقت بمولود في سن الـ 47، وعلى الرغم من انتشار هذه التجارب، إلا أن التحذيرات بشأن تأخر الإنجاب غالبًا ما تثير القلق، خاصة تلك التي تقول: “لن تتمكني من الإنجاب بعد سن معين، أما الرجال فبإمكانهم الإنجاب في أي وقت”، لكن هل هذه التحذيرات صحيحة علميًا؟
الدكتورة هند عبد السلام، استشاري الطب النسائي، توضح أن هذا الاعتقاد ليس دقيقًا، تقول: “الإنجاب بعد الأربعين ممكن، ويعتمد الأمر بشكل كبير على الحالة الصحية لكل امرأة، هناك نساء أنجبن بعد سن الـ 40 وأكملن حملهن بصحة جيدة”، ورغم أن الحمل بعد سن 35 قد يتطلب رعاية طبية خاصة، إلا أن الفرص في الإنجاب تبقى موجودة، وإن كانت تقل بشكل تدريجي.
الخصوبة بعد الأربعين تدهور تدريجي أم تحدٍّ صحي؟
تبدأ القدرة على الإنجاب لدى النساء في التراجع بعد سن الـ 35 بشكل تدريجي. ويرجع السبب في ذلك إلى انخفاض عدد وجودة البويضات مع تقدم العمر. فعلى الرغم من أن المرأة تولد مع ملايين البويضات، فإن هذا العدد يتناقص بمرور السنوات ليصل إلى نحو 25 ألف بويضة عند بلوغ سن الـ 37، قبل أن يقل العدد بشكل أكبر مع تقدم العمر. ومع بلوغ سن الـ 40، تصبح فرص الحمل أقل بكثير، حيث تصل إلى نحو 5% شهريًا.
وفي المقابل، رغم أن معدل الخصوبة لدى الرجال ينخفض أيضًا مع التقدم في العمر، إلا أن هذا التراجع يحدث بشكل بطيء وغير ملحوظ في السنوات الأولى، وعادة يبدأ بعد سن الـ 40 إلى 45 عامًا.
هل يمكن للمرأة أن تُنجب بعد الأربعين؟
على الرغم من أن البويضات تصبح أقل جودة مع التقدم في السن، إلا أن الحمل بعد سن الأربعين ليس أمرًا مستحيلًا، وقد أكدت الدراسات أن النساء في هذا العمر قد يعانين من صعوبة أكبر في الحمل، لكن في بعض الحالات يتم الحمل بشكل طبيعي.
ومع تزايد استخدام تقنيات الإنجاب مثل التلقيح الصناعي، زادت الفرص للنساء اللواتي يتجاوزن سن الأربعين، ومع ذلك، تزداد مخاطر الحمل مع تقدم السن، مثل احتمالات الإجهاض، والمشاكل الصحية للأجنة، مثل التوحد أو تأخر النمو.
العمر ليس عائقًا دائمًا أمام الإنجاب
على الرغم من التحديات الصحية التي قد تواجهها المرأة في عمر الأربعين وما بعده، إلا أن الفرص في الإنجاب تبقى قائمة. الإنجاب في هذا العمر يعتمد على الاستعداد الصحي والنفسي، بالإضافة إلى الرعاية الطبية المناسبة.
ولا يمكن تحديد “العمر المثالي” للإنجاب، فالمرأة هي الوحيدة القادرة على تقييم حالتها الصحية واتخاذ القرار الأنسب لها.