في ظل الحياة الحديثة المليئة بالضغوط والإرهاق، يعاني الكثيرون من الحرمان من النوم، لكن المفاجأة تكمن في أن تجاربنا الذهنية وتصوراتنا حول النوم قد تكون العامل الأهم في تحديد شعورنا بالانتعاش أو التعب في اليوم التالي، وتشير الأبحاث إلى أن ما نعتقده بشأن نومنا يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مدى شعورنا بالتعب.
الأرق المتناقض عندما تكون ساعات النوم كافية ولكن الشعور بالتعب مستمر
لطالما حيّرت العلماء ظاهرة تُعرف باسم “الأرق المتناقض”، حيث يعتقد البعض أنهم لم ينالوا قسطاً كافياً من النوم، رغم أن الساعات الفعلية التي قضوها في النوم كانت ضمن النطاق الطبيعي، هذا يعكس كيف يمكن للحالة الذهنية أن تلعب دوراً محورياً في تجربة النوم وجودتها، بصرف النظر عن الساعات التي نمضيها نائمين.
هل نحتاج حقاً إلى ساعات نوم محددة؟
تتزايد الأصوات المعارضة لفكرة وجود “قواعد” صارمة لعدد ساعات النوم اللازمة للجميع. يشير الخبراء إلى أن احتياجات النوم يمكن أن تكون ديناميكية، تتكيف مع الظروف البيئية والثقافية والنفسية للفرد، هذا يعني أن عدد الساعات المثالية للنوم يمكن أن يختلف من شخص لآخر.
النوم في المجتمعات التقليدية.. قلة ساعات النوم لا تعني بالضرورة الحرمان
أظهرت دراسة على مجموعات بدائية في ناميبيا وبوليفيا أن الأشخاص في تلك المجتمعات ينامون لفترات أقل من أولئك الذين يعيشون في الدول الصناعية، ومع ذلك، يعبرون عن رضاهم التام عن جودة نومهم، وهذا يشير إلى أن التصور الشخصي للنوم قد يكون أكثر أهمية من عدد الساعات نفسها.
هل نشهد “وباء الأرق” حقاً؟
في دراسة حديثة، شكك باحثون في جامعة أوسلو في صحة الادعاءات التي تشير إلى انتشار “وباء الأرق”، معتبرين أن الحاجة إلى النوم تختلف بين الأشخاص وتتأثر بالعديد من العوامل مثل البيئة والثقافة والحالة النفسية، يدعو الباحثون إلى ضرورة تبني مفهوم أكثر مرونة حول احتياجات النوم، يكون متوافقاً مع الفروق الفردية والظروف المختلفة.
هل تعيد تقييم علاقتك بالنوم؟
ربما حان الوقت للنظر في نومك من زاوية مختلفة. لا يجب أن تقتصر تقييماتك على عدد الساعات، بل ينبغي أن تأخذ في اعتبارك حالتك الذهنية قبل النوم وبعده، قد يكون التفكير الإيجابي حول تجربة النوم وسيلة فعالة لتعزيز الشعور بالانتعاش في الصباح، بغض النظر عن عدد الساعات التي قضيتها نائماً.