في خطوة ثورية نحو تحسين تشخيص سرطان الرئة، أظهرت دراسة حديثة أن جهازًا فائقة الحساسية قادر على اكتشاف مرض سرطان الرئة من خلال تحليل الزفير.
الجهاز الذي طوره فريق من الباحثين من جامعة “تشجيانغ” في الصين يعتمد على قياس مركب كيميائي يُسمى الإيزوبرين في الهواء الذي يتم زفيره. وقد أظهر الاختبار دقة ملحوظة في التمييز بين الأشخاص الأصحاء ومرضى سرطان الرئة، ويستعرض موقع شهد التفاصيل خلال التفقرير التالي:
جهاز مبتكر يقيس مستويات الإيزوبرين في التنفس لكشف المرض المبكر
وفقًا للباحثين، فإن الجهاز يعتمد على رقائق نانوية مصنوعة من مزيج من المعادن مثل البلاتين والإنديوم والنيكل، وتعمل هذه الرقائق على اكتشاف مركب الإيزوبرين في الزفير. وتشير الأبحاث إلى أن الإيزوبرين يظهر بمستويات منخفضة بشكل ملحوظ في أنفاس الأشخاص المصابين بسرطان الرئة.
هذا الاكتشاف يمكن أن يمثل نقطة تحول كبيرة في التشخيص المبكر لهذا المرض، الذي يعد من أكثر أنواع السرطان فتكًا في العالم.
وتمكن الجهاز في الاختبارات الأولية من تحديد مستويات الإيزوبرين بدقة تصل إلى 2 جزء في المليار، مما يُعد تحسنًا كبيرًا مقارنة بالتقنيات الحالية. في الاختبارات التي شملت 13 شخصًا، أظهرت نتائج الزفير أن 5 من المصابين بسرطان الرئة كانوا يعانون من مستويات منخفضة من الإيزوبرين، بينما كانت مستويات الأفراد الأصحاء أعلى بكثير.
البحث المستمر لتحويل التقنية إلى فحص روتيني لسرطان الرئة
على الرغم من هذه النتائج الواعدة، أقر الباحثون بأن الطريق ما زال طويلاً لتطوير هذه التكنولوجيا وتحويلها إلى أداة فحص دقيقة ومتاح استخدامها بشكل واسع. في دراستهم، أشاروا إلى الحاجة المستمرة لتحسين مواد الاستشعار، وفهم العلاقة الدقيقة بين الإيزوبرين وسرطان الرئة، بالإضافة إلى تطوير الخوارزميات اللازمة لتحليل البيانات بشكل أكثر دقة.
وقد أكد الباحثون أن هذه التقنية ليست مجرد خطوة نحو فحص بسيط وغير جراحي لسرطان الرئة، بل تمثل أيضًا فتحًا في مجال البحث في العلاقة بين الأيض والتغيرات الكيميائية في الجسم نتيجة الإصابة بالسرطان.
سيشكل استمرار البحث في هذا المجال خطوة هامة نحو توفير طرق فحص أقل تكلفة وأكثر فعالية للكشف عن سرطان الرئة في مراحله المبكرة، ما سيزيد من فرص العلاج الناجح.
مع استمرار الدراسات حول استخدام الإيزوبرين كعلامة حيوية للكشف عن سرطان الرئة من خلال الزفير، قد نشهد قريبًا تحولًا في كيفية تشخيص هذا المرض القاتل. هذه التقنية قد تكون مفتاحًا لتشخيص مبكر يساعد في إنقاذ الأرواح.
ومع التقدم المستمر في البحث وتطوير الأجهزة، سيكون لدينا قريبًا فحص غير جراحي وبأسعار معقولة للكشف عن سرطان الرئة، وهو ما يمثل أملًا جديدًا في مكافحة هذا المرض المتزايد.