يشكل الانتحار تحديًا صحيًا عالميًا حادًّا، حيث يفقد أكثر من 700 ألف شخص حياتهم كل عام، ويُعدُّ بين الأسباب الرئيسية للوفاة خصوصًا بين الشباب والبالغين. دراسة حديثة، تستند إلى بيانات من 26 دولة، تكشف أن حالات الانتحار لا تتوزع بالتساوي على مدار العام، بل تزداد في أيام ومناسبات محددة، مثل يوم رأس السنة.
الانتحار وأيام الأسبوع.. هل يوم الاثنين هو الأكثر خطورة؟
أظهرت دراسة نشرتها مجلة The BMJ أن خطر الانتحار يختلف باختلاف الأيام، حيث يرتفع في يوم الاثنين بنحو 15-18% من إجمالي حالات الانتحار. وبحسب الباحثين، فإن ضغوط العمل في بداية الأسبوع قد تكون سببًا رئيسيًا لهذا الارتفاع. وعلى النقيض، أظهرت الدراسة أن حالات الانتحار في عطلات نهاية الأسبوع تختلف بين البلدان، حيث تقل في أمريكا الشمالية وآسيا وأوروبا، بينما تزداد في أمريكا الجنوبية وأفريقيا.
تأثير رأس السنة والأعياد الوطنية على معدلات الانتحار
تعد مناسبات مثل رأس السنة من الأوقات التي ترتفع فيها نسب الانتحار، إذ أظهرت البيانات أن الخطر يرتفع يوم رأس السنة خصوصًا بين الرجال. وفي بعض الدول، كانت الأعياد الوطنية، خاصة في أمريكا اللاتينية، مرتبطة بزيادة في حالات الانتحار بعد يوم أو يومين من تلك المناسبات، مما يشير إلى تأثيرات موسمية على الصحة النفسية.
ارتفاع الانتحار.. الفروقات بين الجنسين والفئات العمرية
تشير التحليلات إلى أن نسبة الانتحار بين الرجال أعلى بشكل عام من النساء، وأن من هم دون سن 64 عامًا أكثر عرضة للانتحار من الفئات الأكبر سنًّا. كما تُظهر البيانات تباينًا كبيرًا بين الدول في معدلات الانتحار، حيث سُجلت أعلى المعدلات في كوريا الجنوبية واليابان، بينما كانت أدنى المعدلات في الفلبين والبرازيل.
استراتيجيات جديدة للوقاية من الانتحار
يؤكد الباحثون أن هذه النتائج توفر أساسًا لبناء استراتيجيات وقائية متخصصة تستهدف الأوقات الحرجة التي تزيد فيها حالات الانتحار، مثل بداية الأسبوع والأعياد الكبرى.