كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة أكسفورد وكلية لندن الجامعية أن جيل “طفرة المواليد”، الذي وُلد بين عامي 1946 و1959، يعاني من صحة أسوأ مقارنة بالأجيال السابقة في المرحلة العمرية نفسها.
ورغم التوقعات بتمتعهم بعمر أطول، فإن النتائج أظهرت أن هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري، وارتفاع الكوليسترول، ومشاكل القلب.
انتشار الأمراض المزمنة عبر الأجيال
حللت الدراسة بيانات صحية لأكثر من 100 ألف شخص من الولايات المتحدة وإنجلترا وأوروبا القارية، الذين تبلغ أعمارهم 51 عامًا أو أكثر، ووجدت أن معدلات انتشار الأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض القلب والسرطان، ازدادت بشكل ملحوظ بين جيل “طفرة المواليد”، مع تباين في معدلات الإصابة بين المناطق، كما لوحظ تراجع في مستويات قوة العضلات، ممثلة في انخفاض قوة القبضة، مما يشير إلى ارتفاع خطر الإعاقة في هذه الفئة العمرية.
السمنة والتدهور الصحي: جيل “إكس” في دائرة الخطر
أشارت نتائج الدراسة إلى أن الأجيال التي وُلدت بعد الحرب العالمية الثانية، مثل “جيل إكس” (مواليد الستينيات والسبعينيات)، معرضة أيضًا لمخاطر صحية متزايدة، بما في ذلك السمنة ومرض السكري وضعف الصحة النفسية، وهذا يشير إلى اتجاه مقلق يتمثل في تدهور الحالة الصحية عبر الأجيال، رغم ارتفاع متوسط العمر المتوقع.
حاجة ملحة لتعزيز الوقاية
أكدت الباحثة الرئيسية لورا جيمينو على ضرورة تعزيز الجهود الوقائية لمكافحة انتشار الأمراض المزمنة بين الأجيال الجديدة، ومع توقع تسارع شيخوخة السكان في ظل انخفاض معدلات الخصوبة وزيادة متوسط العمر، تصبح الحاجة إلى برامج صحية تهدف للوقاية من هذه الأمراض أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
الصحة الأطول لا تعني حياة أكثر صحة
في ضوء هذه النتائج، يبدو أن العيش لفترة أطول لا يعني بالضرورة التمتع بصحة جيدة، فقد أوضحت دراسة سابقة أن الأشخاص الذين بلغوا الأربعينيات والخمسينيات من العمر في العقود الأخيرة يعانون من حالات صحية أسوأ مقارنة بنظرائهم من الأجيال السابقة، ويعكس هذا الاتجاه المثير للقلق الحاجة إلى إعادة النظر في استراتيجيات الصحة العامة، لضمان حياة أطول وأكثر صحة.