تشير عالمة النفس داريا ياوشيفا إلى أن الإضاءة تلعب دورًا أساسيًا في التأثير على العمليات الفسيولوجية والحالة المزاجية للإنسان. الإضاءة الساطعة، رغم أنها قد تبدو مثالية للإنارة، تحمل آثارًا جانبية واضحة؛ إذ يمكن أن تسبب الصداع وإجهاد العينين، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة مستويات القلق والإجهاد.
نعاس ولامبالاة وتغيير المزاج
من ناحية أخرى، تؤدي الإضاءة الخافتة إلى الشعور بالنعاس وصعوبة التركيز، إلى جانب اضطرابات عاطفية محتملة. الأشخاص الذين يتعرضون لهذه الإضاءة قد يجدون أنفسهم في حالة من اللامبالاة العامة، حيث يصعب عليهم أداء مهامهم بكفاءة.
مزيج من الراحة والتنشيط
توضح ياوشيفا أن ألوان الإضاءة تؤثر بشكل مباشر على المزاج. ظلال الإضاءة الصفراء الدافئة تُخفض مستويات الإجهاد وتُضفي شعورًا بالراحة والاسترخاء، بينما الإضاءة الباردة، كالأبيض والأزرق، تعمل على تحفيز الدماغ وزيادة التركيز والنشاط. ومع ذلك، تؤكد على ضرورة الحذر من الإضاءة الزرقاء؛ فرغم قدرتها على تحسين المزاج ومكافحة الاكتئاب، إلا أن التعرض لها لفترات طويلة قد يتسبب في اضطرابات النوم.
أهمية الإضاءة الحمراء
تضيف الخبيرة أن الضوء الأحمر البرتقالي الخافت يعزز إنتاج هرمون النوم “الميلاتونين”، مما يجعله مثاليًا للاستخدام في المناطق السكنية بدءًا من الساعة التاسعة مساءً. على العكس، الإضاءة البيضاء أو الزرقاء الساطعة تُثبط الميلاتونين، مما يعيق التحضير للنوم.
الإضاءة الطبيعية.. قوة النهار
خلال النهار، يُفضل استخدام الضوء الطبيعي أو البارد لتحسين الإنتاجية والتركيز. في الصباح، قد يكون الضوء البارد مفيدًا لتنشيط الجسم، رغم أنه قد يزعج الأشخاص ذوي الحساسية العالية، بينما يساعد الضوء الدافئ على الاستيقاظ بهدوء وراحة.
تعديل الإضاءة وفقًا للفصول
تشير ياوشيفا إلى ضرورة تعديل الإضاءة بحسب الفصول. في الخريف والشتاء، عندما يتراجع الضوء الطبيعي، تزداد احتمالية الإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي، مما يجعل استخدام الضوء الأبيض أو الأزرق الساطع مهمًا لتعويض هذا النقص والحفاظ على المزاج والنشاط.
خاتمة تلعب الإضاءة دورًا حيويًا في الصحة والمزاج، واختيار الأنواع والألوان المناسبة يُمكن أن يحسّن من جودة الحياة، بينما استخدام الإضاءة الخاطئة قد يؤدي إلى عواقب عاطفية وصحية غير مرغوبة.