أشارت الخبيرة النفسية الأميركية، آمي مورين، في مقال نشرته على موقع “Psychology Today”، إلى أن اللعب الحر والفوضوي، بما في ذلك اللهو وعدم الانتظام، ليس مجرد نشاط جانبي للأطفال، بل يعتبر مكوناً رئيسياً لنمو الأطفال الصحيح. وتؤكد مورين أن تخصيص وقت كافٍ للأطفال للعب والتجربة بحرية يُسهم بشكل أساسي في تحسين نمو الأطفال العقلي والنفسي، ويساعدهم على بناء القوة العاطفية والمرونة النفسية.
تأثير اللعب على نمو الأطفال.. القوة الذهنية تبدأ من الحرية
وفقاً لمورين، فإن نمو الأطفال لا يتحقق فقط عبر التركيز على الدراسة والهدوء، بل يحتاجون إلى “اللعب غير المنظم” الذي يمنحهم الفرصة لاكتشاف محيطهم وتطوير أنفسهم من خلال التجربة. وتوضح مورين أن اللعب يساعد الأطفال على اكتساب مهارات جديدة عبر التفاعل مع بيئتهم بطريقة طبيعية وغير خاضعة للقيود، ما يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويسمح لهم بالتعرف على مشاعرهم وأفكارهم الداخلية.
اللعب الإبداعي وأثره على نمو الأطفال.. إطلاق العنان للخيال وحل المشكلات
تؤكد الأبحاث أن اللعب يعتبر أداة تعليمية قوية؛ فعندما يلعب الأطفال بالمكعبات أو ينشئون مشاريع فنية، يتعلمون عبر التجربة ويحسنون مهاراتهم في حل المشكلات. وتشير الدراسات إلى أن التعلم القائم على اللعب يمكن أن يعزز من ذاكرة الأطفال ومهاراتهم اللغوية، إضافة إلى تنمية قدراتهم على التنظيم العاطفي. هذا النمط من اللعب، المعروف أيضاً بـ”اللعب التظاهري”، يشجع الأطفال على استخدام خيالهم واستكشاف أدوار مختلفة، ما يساعدهم في مواجهة تحديات واقعية وتخيلية على حد سواء.
اللعب الجسدي وضرورته لنمو الأطفال العاطفي والجسدي
تضيف مورين أن “اللعب الجسدي”، مثل الجري والقفز والتسلق، يعزز ثقة الأطفال بأنفسهم ويساعدهم على إدارة التوتر، ما يساهم في بناء صحتهم النفسية والعاطفية. وأوضحت أن هذا النوع من اللعب يتيح للأطفال التخلص من الطاقة المكبوتة والشعور بالراحة والاسترخاء، وهو ما يؤدي إلى تنظيم أفضل لحالتهم المزاجية وزيادة إحساسهم بالسيطرة على حياتهم.
تعزيز نمو الأطفال عبر اللعب
على عكس الأنشطة المنظمة، يمنح اللعب الحر الأطفال الفرصة للتعلم من أخطائهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، ما يُعد أساساً لتطورهم الشامل. وتبرز أهمية السماح للأطفال باللعب في بيئة حرة بعيداً عن القيود، مما يساعدهم على بناء شخصية قوية ومتكاملة وقادرة على مواجهة تحديات الحياة.