أظهرت دراسة حديثة ارتباطاً بين استهلاك الكافيين وانخفاض خطر الإصابة بفقدان الذاكرة، وهو أحد الأعراض الشائعة لمرض ألزهايمر وأشكال أخرى من الخرف. الدراسة التي نُشرت في أغسطس الماضي بمجلة “ألزهايمر والخرف” أشارت إلى أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من الكافيين يومياً قد يتمتعون بحماية أكبر ضد الخرف بالمقارنة مع الذين يستهلكون كميات أقل.
وبحسب البحث، فإن المشاركين الذين أبلغوا عن استهلاك منخفض للكافيين زادت لديهم احتمالية الإصابة بمشكلات الذاكرة، مما يزيد من اهتمام الأوساط العلمية بطبيعة العلاقة بين الكافيين وصحة الدماغ.
تأثير الكافيين على صحة الدماغ
تأتي هذه النتائج في ظل تباين الأبحاث السابقة حول الكافيين والخرف؛ فبينما أظهرت بعض الدراسات فائدة طفيفة للكافيين في تقليل الخطر، لم تجد أخرى تأثيراً واضحاً أو لاحظت زيادة طفيفة في المخاطر. ولكن الدراسة الحديثة تطرح منظوراً جديداً، حيث أجراها باحثون فرنسيون على مجموعة شملت 263 شخصاً يعانون من ضعف إدراكي خفيف أو مرض ألزهايمر بين عامي 2010 و2015.
تم تقسيم المشاركين إلى فئتين: أولئك الذين يستهلكون أقل من 216 ملليغراماً من الكافيين يومياً، وأولئك الذين يتناولون أكثر من ذلك. وبعد تعديل تأثير عوامل مثل العمر والجنس وحالة التدخين، اتضح أن استهلاك كميات أقل من الكافيين مرتبط بارتفاع خطر الإصابة بفقدان الذاكرة.
الكافيين.. وقاية أم خطر؟
بالرغم من أن هذه النتائج تفتح المجال أمام فكرة أن زيادة الكافيين قد يكون لها دور في حماية الدماغ، إلا أن الباحثين يحذرون من التسرع في استنتاج أن زيادة استهلاك الكافيين يمكن أن تكون وسيلة فعّالة للوقاية من ألزهايمر والخرف.
وأكدت الدكتورة كلير سيكستون، مديرة البرامج العلمية والتوعية في “جمعية ألزهايمر”، أن الكافيين يتواجد في العديد من المشروبات والأطعمة مثل القهوة والشاي والشوكولاتة ومشروبات الطاقة، والتي قد تحتوي أيضاً على سكريات ومكونات إضافية قد تحد من الفائدة الصحية للكافيين.
هل الكافيين هو الحل؟
في الوقت الراهن، لا يزال الباحثون في مرحلة البحث حول تأثيرات الكافيين على صحة الدماغ، مما يجعل من الصعب توصية الجميع بزيادة استهلاكهم للكافيين كوسيلة للوقاية. وبينما قد تكون النتائج مبشّرة، فإن تبنّي نمط حياة صحي وممارسة النشاطات الذهنية قد تظل الخيارات الأفضل للوقاية من ألزهايمر والخرف.