في العلاقات البشرية، يتطلب الحب والرغبة في الاستمرار إرساء أسس قوية من الاحترام المتبادل والاهتمام. لكن، قد تكون هناك مشكلة خفية تهدد هذه الأسس حتى في أكثر العلاقات رومانسية وقوة.
العلاقة الإنسانية على المحك
هذه المشكلة هي أخذ الشريك كأمر مسلم به، وهو سلوك قد يبدو بسيطاً في البداية، لكن تأثيره المدمر يتفاقم بمرور الوقت ليهدد استقرار العلاقة ويهدد بقاءها، ويرصد “شهد” التفصيل خلال التقرير التالي:
آثار سلبية غير مرئية كيف يدمر الإهمال العلاقات البشرية
بحسب الدكتور جيفري بيرنشتاين، الطبيب النفسي الشهير، يمكن أن تؤدي “أخذ الشريك كأمر مسلم به” إلى تآكل الحميمية العاطفية، وزيادة الاستياء، وتقليل الدافع للاستثمار في العلاقة. هذه العوامل لا تؤدي فقط إلى شعور الشريك بالإهمال، بل قد تقود في بعض الحالات إلى انهيار العلاقة بالكامل.
ما هو “أخذ الشريك كأمر مسلم به”؟
هذا المصطلح يشير إلى حالة من الإهمال أو عدم التقدير للجهود التي يبذلها الشريك في العلاقة. يحدث هذا عندما يبدأ أحد الطرفين في اعتبار وجود الآخر ودعمه أمرًا مفروغًا منه، ما يؤدي إلى تراجع الاهتمام والتواصل العاطفي. هذا السلوك قد يتجلى في العديد من الصور، مثل: عدم التعبير عن الامتنان، إهمال الاستماع لشريكك، أو تقليل التواصل العاطفي.
علامات تدل على وجود المشكلة كيف تعرف أن علاقتك مهددة؟
يعد الإهمال المستمر لعلامات الاهتمام والاحترام في العلاقة من أبرز العلامات التي تشير إلى حدوث هذا التآكل التدريجي في العلاقة. إليك بعض الإشارات التي قد تدل على أنك أو شريكك بدأتما تأخذان العلاقة كأمر مسلم به:
- الافتقار إلى التواصل العاطفي: عندما يصبح الحديث بينكما سطحياً ويقتصر على الأمور اليومية أو العملية، دون عمق عاطفي.
- غياب الامتنان والتقدير: عندما لا يُعترف بالأفعال الصغيرة التي تعزز العلاقة، مثل المجاملات أو دعم الشريك في مواقف صعبة.
- التجاهل للأوقات الخاصة: لا يتم الاحتفال بالمناسبات الخاصة مثل أعياد الميلاد أو الذكرى السنوية، ويصبح قضاء وقت ممتع معاً أمراً نادراً.
كيف تحمي علاقاتك البشرية من “قنبلة موقوتة”؟
لحماية علاقتك من التدمير الخفي الذي يمكن أن يحدث بسبب تجاهل الشريك، يقدم الدكتور بيرنشتاين نصائح بسيطة لكنها فعّالة:
- اظهر تقديرك دائمًا: احرص على التعبير عن امتنانك لشريكك بانتظام، سواء بالكلمات أو الأفعال.
- الاهتمام بالتواصل العاطفي: لا تقتصر المحادثات على الأمور اليومية، بل حاول التحدث عن مشاعرك، تطلعاتك، وآمالك للمستقبل.
- قضاء وقت ممتع معاً: خصص وقتاً منتظماً للشريك بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية. حتى إذا كنتما مشغولين، يجب أن تجدوا لحظات للترابط والتواصل.
- لا تهمل المناسبات الخاصة: اعتنِ بالمناسبات الهامة في حياتكما كذكرى اللقاء أو أعياد الميلاد، فهذه التفاصيل الصغيرة تبني علاقة قوية ومستدامة.
تفجير “القنبلة الموقوتة” في العلاقات البشرية
في النهاية، يمكن القول إن “أخذ الشريك كأمر مسلم به” هو سلوك غير مرئي يشبه القنبلة الموقوتة في العلاقات البشرية. إذا تركنا هذا التآكل ينمو دون تدخل، فقد يؤدي إلى تفجير العلاقة. ومع ذلك، فإن الجهود الصغيرة مثل التعبير عن الامتنان، الاهتمام بالتواصل العاطفي، وأخذ وقت للمشاركة معاً يمكن أن تساهم في حماية العلاقة وجعلها أقوى وأكثر استدامة.