مرض العظام الزجاجية هو أحد الأمراض الوراثية النادرة، إذ تصبح العظام في هذا المرض شديدة الهشاشة وكأنها زجاج، ويعاني الطفل المصاب من كسور متعددة، حسبما ذكرت الدكتورة رشا الحسيني، باحثة بمعهد الوراثة البشرية وأبحاث الجينوم بالمركز القومي للبحوث.
وأضافت “الحسيني”، في تصريح خاص لـ”شهد كلينيك” أنه في بعض الحالات يظهر المرض مبكرًا في أثناء فترة الحمل، حيث يتم اكتشاف كسور في الطفل عبر السونار.
وأوضحت أن هناك أنواعًا أخرى من المرض لا يكتشف فيها الشخص إصابته إلا بعد أن يظهر المرض لدى طفله، إذ قد يكون هو أو أحد والديه مصابًا دون علمه، ويكون الطفل هو أول من تظهر عليه أعراض المرض، ومن ثم ينقلها إلى أبنائه.
أسباب المرض
ولفتت إلى أن الأمراض الوراثية مثل العظام الزجاجية تحدث عادة نتيجة طفرة وراثية، والتي يمكن أن تكون إما سائدة أو متنحية.
وأوضحت أن الطفرة السائدة هي طفرة حديثة تظهر في الطفل فقط، أو تكون منقولة من أحد الوالدين المصاب، بينما الطفرة المتنحية تحدث عندما يكون الوالدان سليمين لكنهما حاملين للمرض، وغالبًا ما يكونان من الأقارب.
وأضافت أن هذه الطفرات تؤثر على بروتين أساسي في تكوين العظام، وهو الكولاجين، الذي يشبه في دوره السيخ الحديدي في البناء الخرساني، وعندما يكون الكولاجين غير طبيعي، يصبح الطفل عرضة للكسور بسهولة، حتى أثناء تغيير ملابسه.
الأعراض
أشارت الدكتورة رشا إلى أنه يجب على الأم أن تشك في إصابة طفلها بمرض العظام الزجاجية، إذا تكررت إصاباته بالكسور من أقل الصدمات.
وأوضحت أنه عند زيارة الطبيب، يتم اكتشاف أن الطفل يعاني من هشاشة شديدة في العظام، وهي أحد الأعراض الرئيسية للمرض.
وأشارت إلى أنه ربما يعاني الطفل من تأخر في المشي بسبب ليونة المفاصل والعضلات، وقد يظهر على بياض عينيه لون أزرق أو رمادي، كما يكون شكل الأسنان ولونها غير طبيعي، موضحة أن الكسور في هذه الحالة تكون كثيرة ولا تلتئم بسرعة، مما يؤدي إلى تشوهات.
العلاج
اختتمت الدكتورة رشا تصريحها بأن مرض العظام الزجاجية يتم علاجه في معظم الحالات عن طريق الحقن بمادة البيسفوسفونات، أو باستخدام حقن هرمون النمو في بعض الحالات لتحفيز نمو العظام وتحسين كثافتها، بالإضافة إلى تناول مكملات غذائية للعظام مثل الكالسيوم وفيتامين “د”.