أكدت دراسة حديثة من جامعة قرطبة في إسبانيا أن الثقة بالنفس تلعب دوراً حاسماً في تحسين مستويات السكر في الدم لدى المراهقين المصابين بداء السكري من النوع الأول. وقد أوضح فريق البحث، الذي نشر نتائج دراسته في دورية International Journal of Psychology، أن “الكفاءة الذاتية” – أي اعتقاد الشخص بقدرته على تحقيق أهدافه – ترتبط بتحسن كبير في السيطرة على مستوى السكر في الدم.
دراسة شاملة لفهم العلاقة بين الثقة بالنفس وإدارة السكري
أجريت الدراسة بالتعاون بين قسم طب الأطفال، وقسم الغدد الصماء والتغذية بمستشفى “رينا صوفيا”، وقسم علم النفس بجامعة قرطبة. وشملت متابعة أكثر من 200 طفل ومراهق لمدة عامين، حيث تم قياس مستويات السكر بشكل دوري مع رصد متغيرات نفسية متنوعة، من بينها الثقة بالنفس والتوازن العاطفي والدعم الاجتماعي وجودة الحياة. وأظهرت النتائج أن المراهقين الذين يتمتعون بمستويات عالية من الثقة بالنفس كانوا أكثر قدرة على الحفاظ على مستويات السكر ضمن الحدود المطلوبة.
أهمية الثقة بالنفس في مواجهة تحديات السكري
بيّنت الدراسة أن العلاقة بين الثقة بالنفس وتحسين مستويات السكر كانت أقوى لدى المراهقين مقارنة بالأطفال، نظراً لأن الأطفال يعتمدون بشكل أكبر على والديهم في إدارة مرضهم. وقد أوضح الباحثون أن مرض السكري، كونه من الأمراض المزمنة، يتطلب من المصابين التزاماً طويل الأمد بالعلاج واتباع نظام غذائي ونمط حياة صحيين. لذلك، فإن تعزيز الثقة بالنفس لدى المراهقين يسهم بشكل كبير في قدرتهم على إدارة المرض بشكل أفضل.
ويعمل الباحثون حالياً على تطوير برامج خاصة تهدف إلى تعزيز الثقة بالنفس لدى المراهقين المصابين بالسكري من خلال توجيهات عملية وسلوكيات تدعم إدارة المرض، مما يساعدهم في تحسين جودة حياتهم.