بعد مرور أقل من أسبوعين على نزوح نحو مليون ومائتي ألف شخص بسبب الحرب، تواجه مراكز الإيواء في لبنان تحديات صحية خطيرة، وفقًا لتأكيدات وزارة الصحة العامة. من أبرز هذه التحديات انتشار القمل والجرب، اللذين يعتبران من الأمراض الجلدية المعدية التي تنتشر بسرعة في بيئات مكتظة كالتي يعيش فيها النازحون.
ظروف قاسية وانتشار الأمراض
النازحون الذين تركوا منازلهم وقراهم يواجهون ظروفًا معيشية صعبة للغاية داخل مراكز الإيواء التي باتت تعاني من الاكتظاظ الشديد. وفي ظل هذه الظروف، تُعد الأمراض المعدية، بما في ذلك القمل والجرب، من أكبر التهديدات الصحية التي قد تتحول إلى أزمة كارثية إذا لم يتم التدخل السريع.
تصريحات الخبراء والتحذيرات
أوضح الدكتور حسن بدر الدين، اختصاصي الأمراض الجلدية، أن هذه المراكز تُعد بيئة مثالية لانتشار الأمراض الجلدية بسبب تردي مستويات النظافة الشخصية، محذرا من أن أي تأخير في التعامل مع هذه الأمراض قد يؤدي إلى تفشي واسع يصعب احتواؤه.
وبخصوص القمل، أكد «بدر الدين»، على ضرورة استخدام كريمات وشامبوهات متخصصة للتخلص من الطفيليات التي تعيش في الشعر، مشيرًا إلى أن هذه المشكلة تصيب الأطفال بشكل رئيسي، لكنها قد تنتقل إلى البالغين أيضًا، مشددا على أن النظافة الشخصية تلعب دورًا محوريًا في الوقاية من القمل، وأن قص الشعر ليس ضروريًا كما يعتقد البعض.
الجرب تحدٍ صعب في ظل الاكتظاظ
أما بالنسبة للجرب، فهو مرض جلدي آخر ينتشر عن طريق التلامس المباشر، ويزداد خطر انتشاره في الأماكن المزدحمة مثل مراكز الإيواء. وبيّن الدكتور بدر الدين أن الظروف غير الصحية، بما في ذلك ارتفاع الرطوبة وتلوث الهواء، تساهم في تفشي المرض.
للتخلص من الجرب، يُنصح باستخدام كريمات كيميائية مخصصة، إذ لا يكفي الاستحمام التقليدي للقضاء على الحشرة المسببة للمرض.
توصيات وإجراءات ضرورية
دعت وزارة الصحة العامة البنانية، إلى تعزيز إجراءات النظافة في مراكز الإيواء، إلى جانب توفير العلاج اللازم بسرعة للحد من انتشار هذه الأمراض المعدية، مطالبة النازحين الذين يعانون من أعراض مثل الحكة باللجوء إلى الأطباء المتواجدين في المراكز لتلقي العلاج اللازم.