أكد الدكتور جمال أبو السرور، رئيس الجمعية المصرية للخصوبة والعقم وأستاذ النساء والتوليد وعلاج العقم بكلية طب جامعة الأزهر، أن واحد من كل ستة أزواج على مستوى العالم يعاني من صعوبة الإنجاب، ما يستدعي التدخل الطبي بعد عام من الزواج مع انتظام العلاقة الزوجية، بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، فما أسباب ارتفاع معدلات العقم عالميًا؟.
أسباب ارتفاع معدلات العقم عالميًا
أوضح “أبو السرور”، في تصريحات خاصة لـ”شهد كلينك“، أن الأسباب الطبية للعقم تشمل، نقص أو انعدام الخلايا المنوية لدى الزوج، أو وجود مشكلات بالرحم أو المبايض لدى الزوجة، مثل الأورام التي تحول دون حدوث الحمل.
وأشار أستاذ النساء والتوليد، إلى أن الارتفاع العالمي في معدلات العقم يعود جزئيا لتأخر سن الزواج لدى الفتيات، حيث أظهرت تقارير منظمة الصحة العالمية أن متوسط العمر تجاوز الثلاثين عاما في بعض الدول، ومع تقدم السن، تنخفض الخصوبة بشكل ملحوظ، بجانب عوامل أخرى مثل التعرض للتلوث البيئي، التدخين، والسمنة.
طفرة في التشخيص والعلاج
وتابع: “هناك تطور هائل في تشخيص أسباب العقم، بفضل تقنيات متقدمة مثل الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد، منظار الرحم، ومنظار البطن، كما أن الدراسات الحديثة مكنت الأطباء من تحديد أسباب العقم لدى النساء باستخدام تحاليل الجينات، ما يتيح التدخل العلاجي في مراحل مبكرة”.
حلول مبتكرة للحفاظ على الخصوبة
وتحدث أبو السرور عن تجميد البويضات، والذي يعد خيارا مثاليا للسيدات اللاتي يؤجلن الإنجاب بسبب ظروف شخصية أو مهنية، موضحا أن هذه التقنية تستخدم أيضا للحفاظ على الخصوبة لدى النساء المصابات بالأورام السرطانية المعرضات للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، والذي يضر بالمبيضين.
وأضاف أن نفس التقنية تطبق على الرجال، حيث يمكن تجميد الخلايا المنوية قبل بدء العلاج الكيماوي أو الإشعاعي، لحمايتها من الضرر.
إشراف دقيق للحفاظ على الأنساب
وشدد “أبو السرور” على أهمية تطبيق نظام دقيق للإشراف على عمليات تجميد البويضات والخلايا المنوية، بهدف ضمان سلامتها وحمايتها من السرقة أو التلف، حفاظا على الأنساب وضمان نزاهة العملية.
واختتم تصريحاته، بالتأكيد على أهمية التوعية بضرورة الزواج المبكر والإنجاب في سن صغيرة، للحد من مشكلات العقم، مشيرا إلى أن العلم يواصل تقديم حلول مبتكرة، إلا أن الوقاية تبدأ بالتخطيط للحياة الإنجابية من البداية.