أظهرت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين في جامعات أميركية أن نوعاً معيناً من أدوية علاج مرض السكري من النوع الثاني قد يسهم في تقليل خطر الإصابة بحصوات الكلى المتكررة ونوبات النقرس، إلى جانب فوائدها المعروفة في خفض مخاطر قصور القلب وأمراض الكلى. الدراسة، التي نُشرت في “المجلة الطبية البريطانية”، تأتي لتسليط الضوء على أهمية مثبطات “SGLT-2” كعلاج شامل محتمل.
تقليل خطر الحصوات والنقرس لمرضى السكري
يواجه مرضى السكري من النوع الثاني تحديات صحية معقدة، بما في ذلك خطر الإصابة بحصوات الكلى والنقرس. ومع أن الفوائد المرتبطة بمثبطات “SGLT-2” في الحد من قصور القلب وأمراض الكلى باتت معروفة، إلا أن تأثير هذه الأدوية على حصوات الكلى المتكررة لم يكن مؤكداً. لذا، ركز الباحثون في دراستهم على مقارنة تأثير مثبطات “SGLT-2” مع نوعين آخرين من أدوية السكري، وخلصوا إلى أن المرضى الذين يتناولون هذه المثبطات أظهروا انخفاضاً بنسبة 33% في تكرار حصوات الكلى مقارنة بالمرضى الذين استخدموا الأدوية الأخرى.
آلية عمل مثبطات “SGLT-2” في تقليل البلورات
ووفقاً للباحثين، تعمل مثبطات “SGLT-2” على زيادة كمية البول وتخفيض مستويات حمض البوليك في الدم، مما يؤدي إلى تقليل البلورات المسؤولة عن تكوين حصوات الكلى. في التحليل الإحصائي، تبيّن أن هؤلاء المرضى شهدوا انخفاضاً بمعدل 51 حالة من حصوات الكلى لكل 1000 شخص سنوياً، وهو انخفاض ملموس. أما بالنسبة للمرضى الذين عانوا من النقرس، فكانت النتائج مشابهة، ما يعزز الفرضية بأن هذه المثبطات يمكن أن تلعب دوراً وقائياً فعالاً.
أهمية النتائج وتداعياتها العلاجية
لم تقتصر فوائد الدراسة على أولئك الذين يتجنبون خطر الحصوات فحسب، بل ظهرت حتى لدى المرضى الذين يستخدمون أدوية أخرى قد تزيد من خطر النقرس أو يتطلبون دخول المستشفى. هذا الاكتشاف قد يفتح آفاقاً جديدة لتحسين خطط علاج مرضى السكري من النوع الثاني، ويوفر أدلة إضافية لدعم استخدام مثبطات “SGLT-2” كجزء من الرعاية الشاملة.
بهذا البحث، تسلط الأضواء على فوائد جديدة محتملة لمرضى السكري، مما يشجع على إعادة النظر في استراتيجيات العلاج لتحسين نوعية حياتهم وتقليل تكاليف الرعاية الصحية.