في دراسة حديثة كشف باحثون من جامعة مانشستر البريطانية عن نتائج مثيرة للجدل تربط بين استخدام أنواع معينة من مضادات الاكتئاب وزيادة خطر الإصابة بالموت القلبي المفاجئ، خصوصًا لدى من يتلقون علاج الاكتئاب المزمن لفترات طويلة.
مضادات الاكتئاب وارتباطها بخطر الموت المفاجئ
شملت الدراسة تحليل بيانات أكثر من 40 ألف مريض يتلقون علاج الاكتئاب، وتبين أن بعض مضادات الاكتئاب المعروفة، مثل “أميتريبتيلين” و”سيتالوبرام”، قد ترفع خطر اضطرابات نظم القلب والتي قد تنتهي بالموت المفاجئ، وأشارت النتائج إلى ضرورة مراقبة الجرعات ومدة العلاج بدقة لتقليل المخاطر.
إحصائيات جديدة بشأن مضادات الاكتئاب في علاج الاكتئاب
من بين المرضى الذين تناولوا أدوية ثلاثية الحلقات (TCA) لعلاج الاكتئاب المزمن، كانت نسبة الإصابة بالموت القلبي المفاجئ أعلى بنسبة 28% مقارنة بمن لم يتناولوا هذه الأدوية، كما أظهرت البيانات أن مضادات الاكتئاب من نوع SSRI تزيد خطر الوفاة المفاجئة بنسبة 18% في بعض الحالات.
التشخيص السليم قبل بدء علاج الاكتئاب المزمن
يشدد الباحثون على أن اختيار نوع العلاج لا ينبغي أن يكون عشوائيًا، بل يجب أن يعتمد على التقييم الكامل لصحة القلب والأوعية الدموية، خاصةً لدى المرضى الذين لديهم تاريخ عائلي مع أمراض القلب، وقد يدفع هذا الاكتشاف الأطباء إلى التفكير بشكل أكثر حذرًا عند وصف علاجات طويلة الأمد.
تعرف على: القلق والاكتئاب وانخفاض الثقة بالنفس.. دراسة جديدة تفسر العلاقة النفسية المعقدة
التوصيات الطبية.. متابعة القلب أثناء علاج الاكتئاب المزمن
رغم أن مضادات الاكتئاب تُعد من أكثر الأدوية فاعلية في التحكم بأعراض الاكتئاب، فإن المجتمع الطبي يدعو الآن إلى تعزيز المراقبة القلبية للمريض خلال فترة علاج الاكتئاب المزمن، وخاصة عند تناول الأدوية عالية الخطورة أو المزج بين أنواع مختلفة منها.
مستقبل البحث في علاج الاكتئاب المزمن وتأثيره على القلب
يقترح الباحثون إجراء دراسات سريرية طويلة الأجل لفهم العلاقة بين الأدوية النفسية وخطر الوفاة القلبية بشكل أدق، كما يشيرون إلى ضرورة تحديث بروتوكولات علاج الاكتئاب المزمن بحيث تدمج تقييمات القلب ضمن الروتين العلاجي.