أحدث فريق من الباحثين في هارفارد وإمبريال، بقيادة مجدي يعقوب، جراح القلب المصري الشهير، ثورة في طب القلب عبر تطوير صمام قلب مبتكر قادر على النمو داخل الجسم مع المريض، مما يمثل نقلة نوعية في علاج أمراض القلب، خاصة للأطفال، وبحسب الدكتور يوان تسان تسينج، عالم المواد الحيوية بمعهد القلب والرئة الوطني ومركز هارفارد لعلوم القلب، التابع لإمبريال كوليدج لندن، فإن الصمام الجديد مصنوع من مادة بوليمرية نانوية قابلة للتحلل الحيوي.
علاج أمراض القلب.. طريقة عمل الصمام في الجسم
وحسب تصريح يوان، عند زراعة الصمام في الجسم، يتحلل الهيكل تدريجيًا بينما تقوم خلايا الجسم بتكوين أنسجة جديدة لتحل محل الصمام، مما يجعل الجسم نفسه بمثابة “مفاعل حيوي” لنمو الأنسجة، موضحًا أن المادة المستخدمة في تصنيع الصمام هي الابتكار الرئيسي، فهي مصممة لجذب الخلايا المناسبة من جسم المريض وإرشادها لتكوين أنسجة جديدة، مما يتيح للصمام أن يصبح جزءًا من الجسم نفسه، متجاوزًا العيوب الموجودة في الصمامات الميكانيكية والبيولوجية التقليدية.
اقرأ أيضًا “بفضل السير مجدي يعقوب” ابتكار جديد في جراحة القلب.. صمامات حية تنمو داخل الجسم
نتائج مذهلة
وقال “يوان”، إن تجارب أولية أجريت على الأغنام، وأظهرت النتائج أن الصمامات المزروعة ظلت تعمل بكفاءة لمدة ستة أشهر، مع تجدد ملحوظ للخلايا وتطور الأنسجة العصبية والدهنية كما في الصمام الطبيعي، مضيفًا أنه استبدال صمامات القلب كان علاجًا منقذًا للحياة، لكنه يعاني من قيود طبية كبيرة، فالصمامات الميكانيكية تتطلب تناول الأدوية مدى الحياة لتجنب التجلط، بينما لا تدوم الصمامات البيولوجية سوى 10-15 عامًا، مما يجعلها غير مناسبة للأطفال الذين يحتاجون إلى استبدال الصمامات بشكل متكرر مع نموهم.
فوائد الصمام الجديد
وأوضح، أن الصمام الجديد يهدف إلى حل هذه المشكلات من خلال تقديم خيار طويل الأمد ينمو مع جسم المريض، مما يقلل الحاجة إلى عمليات جراحية متكررة.
ولفت “تسينج”، أن الخطوة التالية تتضمن إجراء دراسات طويلة المدى على الحيوانات لمتابعة عملية تجديد الأنسجة، وهي خطوة حاسمة للحصول على الموافقة التنظيمية للتجارب السريرية على البشر، وعلى الرغم من تركيز البحث حاليًا على صمامات القلب، إلا أن النهج الجديد يحمل إمكانات واسعة لتطوير أنسجة وأعضاء أخرى باستخدام نفس التقنية، مما يمهد الطريق لاستخدامات متعددة في الطب التجديدي، فهذا الابتكار الرائد لا يمثل فقط تقدمًا علميًا في علاج أمراض القلب، بل يعيد تعريف الإمكانات المستقبلية للجراحة والتكنولوجيا الحيوية، مما يمنح الأمل لملايين المرضى حول العالم.
اقرأ أيضًا انتبه!.. الأسبرين في علاج أمراض القلب قد يزيد خطر النزيف بدلاً من الوقاية